القاهرة الجديدة

11.36 USD

حالة السلعة : جديد

  • 2 متوفر

  • يباع من booksh تصفح المنتجات الأخرى
  • SKUsku_4_3902
  • الشحنالتوصيل العادي ,
  • توصيل يختلف بالنسبة للمنتجات المشحونة من دولة أخرى
    التسليم في غضون 4 أيام عمل
  • الدولةالكويت
  • أيام الارجاع0 يوم

تفاصيل

اسم المؤلف     نجيب محفوظ

هنأه الشاب مرة أخرى، ودعا له بالتوفيق، ثم قال: قابلت صديقنا على طه أمس ومكثت معه مدة طويلة... وخفق قلب محجوب لهذا الانتقال المفاجئ، وساوره القلق،ترى هل أدى الحديث إلى على طه كيفما اتفق؟ أم على بزواجه وحدث به مأمون؟ لم يكن من الممكن ان يظل زواجه سرا، وكان حتما أن يعلم به على طه يوما ما، ولكن كيف انتهى إليه؟ وكيف فسره؟ ونظر إلى مأمون فالتقت عيناهما، وقرأ فى العينين السوداوين الصافيتين الارتباك والريب، فلم يعد يخالجه الشك، إن عينى مأمون مرآة صافية لا تعرف المكر ولا الخداه، وهما تسألانه بلسان فصيح: "أحقا ما يقال؟ هل خنت صديقم حقا؟". ولم يجد فائدة من حمل صديقه على البدء بالسؤال، فال متسائلا: - وكيف حاله؟ فقال مأمون برزانه: - على ما يرام.. وساد الصمت برهة، وأطرق محجوب. لقد صدق حدسه ما فى ذلك شك. ولكن لأى مدى عرفت الحقيقة؟.. إن الذين يعرفون الحقيقة آل إحسان والبك والإخشيدى- لا يمكن أن يبوحوا بها لمخلوق،لأن البوح بها ضاربهم. ولو عرف مأمون الحقيقة لأبي أن يزوره، فليس من طبعه أن يتظاهر باحترام شخص يراه أهلا لا حتقاره، وهو ما جاءه إلا ليسمع دفاعه عن تهمة صديقه - تهمه الخيانة فقط لا تهمة الزواج من فتاة صفاتها كيت وكيت طمعا فى وظيفة- هذا هو الحق المبين. وقد ارتاح لمنطقه فلم يكن يعبأ بحزن على، ولا هو يعبأ براى مأمون فيه. ونظر إلى زائره بجسارته المعهودة وسأله: - ماذا يسوؤه؟ ولم يدر مأمون ماذا يقول، فعض على شفته مرتبكا ولاذ بالصمت فضحك محجوب ضحكم فاترة كأنه يجيب نفسه: - زواجى. فتساءل مأمون بلهفة: -هل حقا...؟ فقال محجوب باقتضاب: - تزجت حقا من جارتنا القديمة إحسان شحاتة تركى.. فلاحت فى وجه الآخر دهشة ممزوجة بانزعاج، فابتسم محجوب وقال: - ولكنى لم آت نكرا.. وقص عليه كيف فترت العلاقة بين على وإحسان حتى انقطعت، وأكد له أنه لم يتقدم لطلب يدها إلا بعد ذلك. وسأله مأمون بصراحته المعروفة: - لست مسئولا عن فتور العلاقة وانقطاعها؟ فقال له محجوب بلهجة التأكيد: - مطلقا. وانتهت الزيارة عقب ذلك. وشعر محجوب وهو يصافح مأمون ان الشاب يودعه الوادع الأخير، وما إن سمع صفقة الباب وهو يغلق حتى بصق باحتقار وغضب، وغمغم بحقد شديد "طظ"