السمان والخريف

11.36 USD

حالة السلعة : جديد

  • 2 متوفر

  • يباع من booksh تصفح المنتجات الأخرى
  • SKUsku_12_977
  • الشحنالتوصيل العادي ,
  • توصيل يختلف بالنسبة للمنتجات المشحونة من دولة أخرى
    التسليم في غضون 4 أيام عمل
  • الدولةالكويت
  • أيام الارجاع0 يوم

تفاصيل

اسم المؤلف     نجيب محفوظ

ودخلت المحل امرأة فى هيئة الخدم ممكسة بيمناها صغيرة ثم اتجهت إلى ريرى تحادثها باهتمام على حين وثبت الصغيرة إلى حجر ريري وراحت تعبث بعقد يطوق عنقها بألفة واطمئنان. وعند ذاك خطر له خاطر دق له قلبه حتى غطى على هدير البحر وراء ظهره. وتصلب جسده وتركز فى الصغيرة حتى فقد الوعى بما حوله، ولكن لا.. لا.. لم تدور أفكاره فى هذا المدار؟!. أى وهو سخيف ومخيف معا! ووجه الصغيرة متوجه إلى أمها فلم يره. وقال لنفسه قد تمر اللحظة بسلام وسيضحك من نفسه طويلا فيما بعد ولكن قد تزلزل الأرض وتخرب كل قائم. إذن فليهرب. لن يعود إلى كامب شيزار. لن يعود إلى الإسكندرية. ولكنه لم يتزحزح عن موقفه ذرة واحدة. كيف دهمته هذه الأفكار السخيفة! وتخلصت ريرى من البنت فقبلتها وأنزلتها إلى الأرض فتناولت الخادم يدها ومضت بها خارج المحل مائلة إلى شارع جانبى يصعد إلى الداخل. وبدل أن يهرب عبر الطريق نحو الشارع الجانبى وهو يوسع خطاه حتى كاد أن يلحق بالخادم والصغيرة. وارتفع صوت البنت بكلمات غير مفهومة أولم يفهم منها صوى كلمة "شيكولاطة" فى نبرة كزقزقة العصافير ووقفا أمام دكان لبيع الحلوى واللعب عند منعطف الطريق المقاطع فاتخذ مكانه إلى جانبها تحت ضوء ساطع وطلب علبة سجائر وراح يلتهم وجه البنت بغرابة ونهم. ألا يستوى هذا الوجه على هيئة مثلث؟. والعينان المستديرتان؟. إن ملامح من أمه وأخواته الثلاث يختلطن فى صفحته. ويغبن ثم يظهرن. أهو وهم ؟ أهو الخوف؟. أهى الحقيقة؟. إنه يكاد يسقط إعياء!.. خفق بسرعة باعثا موجات من الدهشة والتقزز والرهبة والحزن، والحنان والرغبة فى الموت.. وذهبت بها الخادم إلى عمارة قائمة أمام الدكان فى جانب الطريق الآخر فظل يتبعهما عينيه حتى اختفتا. ونظر إلى السماء وهو يتنفس بصعوبة ثم تمتم "الرحمة.. الرحمة.."