تفاصيل

اسم المؤلف     توفيق الحكيم

هذا الكتاب (الأحاديث الأربعة) يضم الأحاديث التي نشرت بعنوان: "مع وإلي الله" والتي أثارت الضجة المعروفة بين الناس... مع أنها لم تخرج عن كونها نوعاً من المناجاة مع الله تعالي... أستدرك وأقول: "إنها مناجاة بلغتى الخاصة، وثقافتي الخاصة، تعبيراً عن حبي الخالص لربي"؛ فلن أقبل الفكر الذي يصدر بلا تفكر عن غير عقلي الذي خلقه الله ليفكر، ولا أرتدى بلا مناقشة ما خرج من قلب وعقل الآخرين دون تأمل فيه وتمحيص… أما الضجة التي حدثت فهى طارئة ودخيلة علي القضية التي سأفرد لها مكاناً نظراً لاهميتها... هذا وقد رأيت عند إعادة الطبع في هذا الكتاب استبعاد كل الكلمات والأسطر التي كتبت تخيلاً منسوبة إلي الله؛ مراعاة للحساسية الدينية التي لا أريد إطلاقاً أن تسبب إزعاجاً لأى مؤمن... كما حرصت علي تخريج الأحاديث الشريفة والأفكار التي وردت في الأحاديث الأربعة والتي قال عنها بعض العلماء إنها أحاديث موضوعة، ضعيفة، أو غير موجودة؛ فعدت إلي المصادر التي استقيتها منها فإذا بها أحاديث حسنة الإسناد لا يكاد يخلو منها كتاب من أمهات الكتب الإسلامية!! والقضية التي يجب أن تناقش بجدية، تتلخص في أن بعض علماء الدين يريدون أن يكون لهم وحدهم حق تشكيل عقلية الأمة علي أساس العلم الدينى الذى درسوه هم من الكتب المعتمدة لديهم طبقاً للنصوص التي قرءوها وأقروها وحدها... وقرءوها علي طريقتهم، أى منفصلة عما استجد في العالم من معارف وإضافات. ونراهم في نفس الوقت لا يعترفون لمن ليس منهم بحق التوجيه والتشكيل لعقلية الأمة علي أساس العلم والثقافة العصرية، بغير أن يكون هذا الأساس العصري خاضعاً لرقابتهم وموافقتهم، وهم على ما هم عليه من انفصال عن حركة الفكر في أزمانه المتجددة، دون تفريق بين الثابت في الدين، والمتغير بتغير الزمان والمكان... في حين أن رجال الرأي والعلم يجدون أن تشكيل عقلية الأمة يجب أن تسهم فيه كل العناصر الإنسانية القائمة علي النشاط الذهني والشعوري للإنسان: من عقيدة دينية، وفكر علمي، وأدب، وفن، وثقافة متجددة بتغير العصور من قديمة وحديثة، مادام الإسلام صالحاً لكل زمان ومكان...