• Home
  • »
  • Arabic Book

Arabic Book

11.36 USD

Item Condition : New

  • 2 available

  • Sold by booksh See other items
  • SKUsku_49_3267
  • ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
  • Delivery Varies for items shipped from an international location
    Delivery within 4 business days
  • CountryKuwait
  • Return0 days

Details

اسم المؤلف    نك بوستروم

اسم المترجم    لطفية الدليمي

تعدُّ ملحمة كلكامش ذائعة الصيت، وكما يبيّن مؤلّف هذا الكتيّب ، الوثيقة البشرية الأولى التي أكّدت سعي الكائن البشري للخلود من جهة، ويقينه بأنّ هذا الخلود لن يتحصّل بطريقة الإستمرارية الجسدية بل بإستمرارية الأثر الطيّب والفعل الصالح، وهنا نلمح هذا الإسقاط الفلسفي الذي ينطوي على ثنائية متضادة؛ إذ لطالما تمّ تصوير المسعى البشري لتجاوز المحدوديات الطبيعية الحاكمة له بكونه مسعى ينطوي على إزدواجية يدفعها مايمكن توصيفه بِمفهوم (الغطرسة)، ثمّ يندفع هؤلاء الذين يرون في هذا السعي البشري غطرسة خالصة بالدفاع عمّا يرونه من وجهة نظر بالقول إنّ بعض طموحات هذا المسعى ستندفع خارج سقف المحددات الطبيعية الضرورية لإدامة الحياة البشرية، وبالتالي ستكون مجلبة لبعض النتائج السلبية العكسية إذا ماتحقّقت بالفعل على أرض الواقع. يمكننا أن نلحظ شيئاً من هذه الثنائية في الميثولوجيا الإغريقية: سرق (بروميثيوس) النار من زيوس - كبير الآلهة الإغريقية - وأعطاها للبشر الفانين؛ الأمر الذي ترتّب عليه تحسين دائمي من حيث مفاعيله وتأثيره في الوضع البشري؛ لكن بروميثيوس تلقّى عقاباً صارماً من زيوس بسبب فعلته تلك. تمثل (مابعد الإنسانية) تتويجاً للحلم اليوتوبي البشري في الإنعتاق من أسر المحدوديات البيولوجية الحاكمة للوجود البشري (المرض، الوهن، الشيخوخة، الخرف، الموت)، ويمثل السعي للخلود الوجه الآخر لمابعد الإنسانية، وهنا يمكننا القول إنّ الوسائل التقنية وتداخلاتها العميقة صارت هي المرتكز الذي يُراد منه تحقيق ماعجزت عن تحقيقه الأحلام اليوتوبية. لابدّ من التأكيد هنا على أنّ (مابعد الإنسانية) هي أبعد من محض تطويرات تقنية تحصل للكائن البشري بكيفية تجعله يغادر مرتبة الكينونة البشرية البيولوجية الكلاسيكية؛ بل إنّ المدلول الفلسفي (الأنتولوجي الوجودي) للكينونة البشرية ذاتها سيعادُ صياغة مفهومها بعد مغادرة مفهوم (مركزية الكائن البشري) في محيطه البيولوجي كما هو حاصل اليوم، حيث سنشهد إعادة صياغة كلّ الأنساق البيولوجية والمعرفية التي تميّز الوجود البشري الحالي؛ ومن هنا جاء مفهوم (نهاية الكائن البشري الكلاسيكي) ليكون خصيصة مميزة لعالم مابعد الإنسانية.