تفاصيل
اسم المؤلف نبيل فازيو
ليس هذا الكتاب عرضاً لمقاربة الفكر السياسي والأخلاقي الإسلامي لمفهوم العدل، بقدر ما هو محاولة للتفكير في الأسباب التي حالت دون الارتفاع بهذا المفهوم إلى مستوى النظرية التي يتقاطع فيها السياسي والأخلاقي، ويغدو على ضوئها الفهم المعقول للاجتماع السياسي الإسلامي أمراً ممكناً. وعندما يتعلق الأمر بالفكر السياسي العربي، فإن التأليف في موضوع العدل سرعان ما يتخذ طابعاً إشكالياً بحكم التضخم المتزايد في الدراسات التي تناولت التصور الغربي للعدل، في مقابل ندرة الأعمال التي اتخذت من التصور التراثي لهذا المفهوم موضوعاً لها. وبقدر ما يكشف هذا الوضع عن قلقٍ في مرجعية النظر في هذا المفهوم، وتمزقها بين قطبَي الفكر الغربي المعاصر والتراث العربي الإسلامي، فإنّه يُبيِّنُ افتقارَ هذا الفكر إلى أرضيةٍ نظرية صلبة -تنبعُ من معاناته المزمنة مع راهنه- لمقاربة فكرة العدل من داخل دوائر هذا الراهن وأسئلته الحارقة المتجذرة في تراثه الأخلاقي والسياسي. ليسَ التراث الإسلامي ملكاً لأحد؛ هو ليس ملكاً للقراءة الأصولية التي عملت على تسويره واحتكار تأويله منذ عقود طويلة، ولا ملكاً لغيرها من القراءات التي قدمها المستشرقون والدارسون الغربيون، أو غيرهم من أصحاب المشاريع الفكرية الكُبرى المؤثثة لمشهد الفكر العربي المعاصر. كما أنَّ تحرير التراث لا يعني انتزاعه من أيدي الأصولية الإسلامية والزجَّ به في قبضة أصوليةٍ (أو أصولياتٍ) من نوعٍ جديد، طالما أنَّ تملُّكه لا يعني امتلاكه وحيازته. فلابد من شقِّ دروب مختلفة في البحث عن معنى التراث السياسي الإسلامي ومساءلته على ضوء الأسئلة التي ما انفك الراهن يطرحها علينا، وقد كان الإنصات لنصوص الفقهاء، ومحاولة الوعي بعلاقتها القلقة والمتوترة بواقع المُلك، أهم سمات القراءة التي نقدمها في دراستنا لمفهوم العدل في الفكر الإسلامي الكلاسيكي.
- الرئيسية
- »
- العدالة والعدل: مساهمة في تفكيك برادايم الملك في الفكر السياسي الاسلامي الكلاسيكي
- يباع من booksh تصفح المنتجات الأخرى
- SKUsku_46_2347
- الشحنالتوصيل العادي ,
-
توصيل
يختلف بالنسبة للمنتجات المشحونة من دولة أخرى
التسليم في غضون 4 أيام عمل - الدولةالكويت
- أيام الارجاع0 يوم
تفاصيل
اسم المؤلف نبيل فازيو
ليس هذا الكتاب عرضاً لمقاربة الفكر السياسي والأخلاقي الإسلامي لمفهوم العدل، بقدر ما هو محاولة للتفكير في الأسباب التي حالت دون الارتفاع بهذا المفهوم إلى مستوى النظرية التي يتقاطع فيها السياسي والأخلاقي، ويغدو على ضوئها الفهم المعقول للاجتماع السياسي الإسلامي أمراً ممكناً. وعندما يتعلق الأمر بالفكر السياسي العربي، فإن التأليف في موضوع العدل سرعان ما يتخذ طابعاً إشكالياً بحكم التضخم المتزايد في الدراسات التي تناولت التصور الغربي للعدل، في مقابل ندرة الأعمال التي اتخذت من التصور التراثي لهذا المفهوم موضوعاً لها. وبقدر ما يكشف هذا الوضع عن قلقٍ في مرجعية النظر في هذا المفهوم، وتمزقها بين قطبَي الفكر الغربي المعاصر والتراث العربي الإسلامي، فإنّه يُبيِّنُ افتقارَ هذا الفكر إلى أرضيةٍ نظرية صلبة -تنبعُ من معاناته المزمنة مع راهنه- لمقاربة فكرة العدل من داخل دوائر هذا الراهن وأسئلته الحارقة المتجذرة في تراثه الأخلاقي والسياسي. ليسَ التراث الإسلامي ملكاً لأحد؛ هو ليس ملكاً للقراءة الأصولية التي عملت على تسويره واحتكار تأويله منذ عقود طويلة، ولا ملكاً لغيرها من القراءات التي قدمها المستشرقون والدارسون الغربيون، أو غيرهم من أصحاب المشاريع الفكرية الكُبرى المؤثثة لمشهد الفكر العربي المعاصر. كما أنَّ تحرير التراث لا يعني انتزاعه من أيدي الأصولية الإسلامية والزجَّ به في قبضة أصوليةٍ (أو أصولياتٍ) من نوعٍ جديد، طالما أنَّ تملُّكه لا يعني امتلاكه وحيازته. فلابد من شقِّ دروب مختلفة في البحث عن معنى التراث السياسي الإسلامي ومساءلته على ضوء الأسئلة التي ما انفك الراهن يطرحها علينا، وقد كان الإنصات لنصوص الفقهاء، ومحاولة الوعي بعلاقتها القلقة والمتوترة بواقع المُلك، أهم سمات القراءة التي نقدمها في دراستنا لمفهوم العدل في الفكر الإسلامي الكلاسيكي.