
تفاصيل
اسم المؤلف جوليا كريسطيفا
اسم المترجم فريد الزاهي
إن إحدى خاصيات الأبحاث المترجمة هنا هي كونها تسعى لإقامة تصور منهجي ونظري يستهدف البحث في خصوصية النص دون أن يعني ذلك التقوقع المعرفي فيما عرف بالمحايثة أو ما يمكن دعوته بالجوهر الجواني للنص. في المرحلة التي طرحت فيها جوليا كريسطيفا هذا المنظور، أي في عز النهوض البنيوي، كان ذلك يبدو أقرب إلى المفارقة، إذ يمكن الحديث عن علم للنص أو عن السيميائيات النصية دون إدارة الظهر لكل العناصر المتعلقة بالتلفيظ النصي (الذات الكاتبة) أو بالتلقي وبالآثار النصية او الشفوية الخطابية التي تخترق جسد الكتابة، وكذا بدون تحييد جوانب مهمة تتعلق بتكوين النص وبطابعه الفكري والتاريخي؟وتتمثل المغامرة التي تطلعت إليها كريسطيفا في صياغة رؤية كلية للنص تكون نسقية ومتحررة، بنيوية ووظيفية، علمية وتحليلية، نظرية وإجرائية، محايثة وخارجية في نفس الآن.وفي هذا الطابع الخاص لم تكن كريسطيفا لتذكر بغير التوجه الباختيني في الدراسة الأدبية الذي لم تتوان الكاتبة في التعريف به والنهل من تجديداته، المغمورة والمجهولة آنذاك في فرنسا. ومنظور شمولي كهذا لا بد أن ينطلق من نقد التصور اللساني الضيق للكتابة من جهة، والتصور العلمي التقني للدراسة الأدبية من جهة أخرى. وهو نقد كان يتلاءم مع التوجه العام لمجموعة طيل كيل Tel quel التي كانت تبني – تجريبيا- تصورا جديدا (لم يكتمل ولم يدم) للممارسة النصية والنظرية. وليس من شك في أن وعي كريسطيفا بالحدود المنهجية والنظرية للمنحنى الوضعي السائد في مجال الدراسات الأدبية قد كان وراء بحثها عن علم للنص لا يتقيد أبدا بالخطاطة التحليلية ولا بالنزعة التشريحية الإكلينيكية بقدر ما يسعى نحو مساءلة الطابع الأدبي والشعري للنص في خصوصياته وعمومياته والتنظير العيني لها. عبر استيحاء اللسانيات والمنطق واستخدام نتائجها بكل الحذر الكامل. وتشكل الأبحاث المترجمة هنا مدخلا لقراءة التحليل السيميائي لجوليا كريسطيفا وفي نظرنا أنها تلبي منزعاً راهنا نحو تجاوز وهْم المحايثة النصية وانغلاقية النص الأدبي، إضافة إلى كونها تظل دعوة مفتوحة لإغناء البحث النقدي والنظري بما توفره المباحث الأدبية والفكرية والعلمية من معطيات كفيلة بجعل الكتابة الأدبية بوتقة علم وإبداع معا.
- الرئيسية
- »
- علم النص
-
يباع من
booksh
تصفح المنتجات الأخرى
- SKUsku_11_8107
- الشحنالتوصيل العادي ,
-
توصيل
يختلف بالنسبة للمنتجات المشحونة من دولة أخرى
التسليم في غضون 4 أيام عمل - الدولةالكويت
- أيام الارجاع0 يوم
تفاصيل
اسم المؤلف جوليا كريسطيفا
اسم المترجم فريد الزاهي
إن إحدى خاصيات الأبحاث المترجمة هنا هي كونها تسعى لإقامة تصور منهجي ونظري يستهدف البحث في خصوصية النص دون أن يعني ذلك التقوقع المعرفي فيما عرف بالمحايثة أو ما يمكن دعوته بالجوهر الجواني للنص. في المرحلة التي طرحت فيها جوليا كريسطيفا هذا المنظور، أي في عز النهوض البنيوي، كان ذلك يبدو أقرب إلى المفارقة، إذ يمكن الحديث عن علم للنص أو عن السيميائيات النصية دون إدارة الظهر لكل العناصر المتعلقة بالتلفيظ النصي (الذات الكاتبة) أو بالتلقي وبالآثار النصية او الشفوية الخطابية التي تخترق جسد الكتابة، وكذا بدون تحييد جوانب مهمة تتعلق بتكوين النص وبطابعه الفكري والتاريخي؟وتتمثل المغامرة التي تطلعت إليها كريسطيفا في صياغة رؤية كلية للنص تكون نسقية ومتحررة، بنيوية ووظيفية، علمية وتحليلية، نظرية وإجرائية، محايثة وخارجية في نفس الآن.وفي هذا الطابع الخاص لم تكن كريسطيفا لتذكر بغير التوجه الباختيني في الدراسة الأدبية الذي لم تتوان الكاتبة في التعريف به والنهل من تجديداته، المغمورة والمجهولة آنذاك في فرنسا. ومنظور شمولي كهذا لا بد أن ينطلق من نقد التصور اللساني الضيق للكتابة من جهة، والتصور العلمي التقني للدراسة الأدبية من جهة أخرى. وهو نقد كان يتلاءم مع التوجه العام لمجموعة طيل كيل Tel quel التي كانت تبني – تجريبيا- تصورا جديدا (لم يكتمل ولم يدم) للممارسة النصية والنظرية. وليس من شك في أن وعي كريسطيفا بالحدود المنهجية والنظرية للمنحنى الوضعي السائد في مجال الدراسات الأدبية قد كان وراء بحثها عن علم للنص لا يتقيد أبدا بالخطاطة التحليلية ولا بالنزعة التشريحية الإكلينيكية بقدر ما يسعى نحو مساءلة الطابع الأدبي والشعري للنص في خصوصياته وعمومياته والتنظير العيني لها. عبر استيحاء اللسانيات والمنطق واستخدام نتائجها بكل الحذر الكامل. وتشكل الأبحاث المترجمة هنا مدخلا لقراءة التحليل السيميائي لجوليا كريسطيفا وفي نظرنا أنها تلبي منزعاً راهنا نحو تجاوز وهْم المحايثة النصية وانغلاقية النص الأدبي، إضافة إلى كونها تظل دعوة مفتوحة لإغناء البحث النقدي والنظري بما توفره المباحث الأدبية والفكرية والعلمية من معطيات كفيلة بجعل الكتابة الأدبية بوتقة علم وإبداع معا.