تفاصيل
تبدأ أحداث الرواية بتلقي صوفي إمندسون (Sophie Amundsen)-ذات الأربعة عشر ربيعًا- رسالتين مستشكلتين تتضمنان سؤالين: “من أنت؟” و”من أين جاء العالم؟”. للوهلة الأولى، بدا لها أن السؤالين مستغربان، بل إنهما يستبطنان قدرًا من البلاهة!.. فهي تعرف –بخصوص السؤال الأول- أنها “صوفي أمندسون”، ولا شك… أما بخصوص السؤال الثاني، “فلا أحد يستطيع أن يعرف هذا النوع من الأسئلة”(3)، ومن ثمة لا مجال للعناء فيما لا يعني. وما لا يعني بالتأكيد لا يستحق العناء.
هنا قد تتوقف السيرورة بالنسبة لليافعة صوفي إمندسون. لكن من وجهة نظر معرفية -وأنَّى لصوفي أن تدرك ذلك- نحسب أن كل الأسئلة تستحق المطارحة، ولا ضير… فمن يعرف نفسه –لا جرم- يستطيع أن يعرف الآخرين. ومن يمسك بالأصول والجذور -لا ريب- يكون في مُكْنَتِهِ أن يتابع الامتدادات ويستشرف على الغايات، وأن يستنبط من كل الموجودات ما تستنبطنه من القيم والدلالات.
بعد صدمة التلقي الأول، تستكشف “صوفي” أن للأسئلة المستغربة شغفًا خاصًا، ولسيرورات الفهم والتعرف والاستكشاف والاستدلال ما لا يُضاهَى من النشوة… وحينذاكَ، يكفيها من شغف الأسئلة المستغربة تحريضُ الذهن على التفكير، وحسبُها من نشوة الفهم والتعرف “أن تعرف أنها لا تعرف”. فهذا وحده يرفعها إلى الانتظام في سِمْطِ العظماء والانخراط في سلكهم مع “السقراطيين”، ويمنحها شرف مجاورتهم في معبدهم المتسامي. ويا له من معبد!
يقول ألبرتو مانغويل (Alberto Manguel): إننا نقرأ “من أجل أن ندرك من نحن؟ وأين نحن موجودون؟ إننا نقرأ كي نفهم، أو من أجل التوصل إلى فهم. إننا لا نستطيع فعل أي أمر مغاير؛ القراءة (والتعلم) مثل التنفس، إنها وظيفة حياة”(4). وفي رسالة إلى الآنسة شونتيبـي، كتب غوستاف فلوبير (Gustave Flaubert): “اقرئي لكي تحيي”(5).
- الرئيسية
- »
- عالم صوفي
- يباع من Bookstore تصفح المنتجات الأخرى
- SKUsku_40_181
- الشحنالتوصيل العادي ,
-
توصيل
يختلف بالنسبة للمنتجات المشحونة من دولة أخرى
التسليم في غضون 4 أيام عمل - الدولةالكويت
- أيام الارجاع0 يوم
تفاصيل
تبدأ أحداث الرواية بتلقي صوفي إمندسون (Sophie Amundsen)-ذات الأربعة عشر ربيعًا- رسالتين مستشكلتين تتضمنان سؤالين: “من أنت؟” و”من أين جاء العالم؟”. للوهلة الأولى، بدا لها أن السؤالين مستغربان، بل إنهما يستبطنان قدرًا من البلاهة!.. فهي تعرف –بخصوص السؤال الأول- أنها “صوفي أمندسون”، ولا شك… أما بخصوص السؤال الثاني، “فلا أحد يستطيع أن يعرف هذا النوع من الأسئلة”(3)، ومن ثمة لا مجال للعناء فيما لا يعني. وما لا يعني بالتأكيد لا يستحق العناء.
هنا قد تتوقف السيرورة بالنسبة لليافعة صوفي إمندسون. لكن من وجهة نظر معرفية -وأنَّى لصوفي أن تدرك ذلك- نحسب أن كل الأسئلة تستحق المطارحة، ولا ضير… فمن يعرف نفسه –لا جرم- يستطيع أن يعرف الآخرين. ومن يمسك بالأصول والجذور -لا ريب- يكون في مُكْنَتِهِ أن يتابع الامتدادات ويستشرف على الغايات، وأن يستنبط من كل الموجودات ما تستنبطنه من القيم والدلالات.
بعد صدمة التلقي الأول، تستكشف “صوفي” أن للأسئلة المستغربة شغفًا خاصًا، ولسيرورات الفهم والتعرف والاستكشاف والاستدلال ما لا يُضاهَى من النشوة… وحينذاكَ، يكفيها من شغف الأسئلة المستغربة تحريضُ الذهن على التفكير، وحسبُها من نشوة الفهم والتعرف “أن تعرف أنها لا تعرف”. فهذا وحده يرفعها إلى الانتظام في سِمْطِ العظماء والانخراط في سلكهم مع “السقراطيين”، ويمنحها شرف مجاورتهم في معبدهم المتسامي. ويا له من معبد!
يقول ألبرتو مانغويل (Alberto Manguel): إننا نقرأ “من أجل أن ندرك من نحن؟ وأين نحن موجودون؟ إننا نقرأ كي نفهم، أو من أجل التوصل إلى فهم. إننا لا نستطيع فعل أي أمر مغاير؛ القراءة (والتعلم) مثل التنفس، إنها وظيفة حياة”(4). وفي رسالة إلى الآنسة شونتيبـي، كتب غوستاف فلوبير (Gustave Flaubert): “اقرئي لكي تحيي”(5).