
تفاصيل
أنـّـا فتاة تعشق عيد رأس السنة، لكنها لا تعرف ما الذي تفضله فيه: أهو الصعود إلى مرعى الجبل للاحتفال بآخر بقايا العام القديم، أم هو النزول نحو العام الجديد، متدثرة بغطاء من الصوف. وقد غلف كتفيها دفء ذراع بابا أو ماما أو واحد من سكان البلدة. كان هذا قبل أن تبلغ ال16، في سنة 2012.
تعرفت أنـّـا على جوناس خلال مرحلة الدراسة الثانوية. وهي، منذ طفولتها، والناس يقولون عنها إنها تتمتع بخيال يقظ، فكلما سألها سائل فيم تفكر تبتدع قصصاً لا نهاية لها، وتطورت هذه القصص إلا أنها كانت تعتقد كأنها قصص حقيقة وواقعية، ما دفع أهلها إلى عرضها على طبيبة نفسانية في بلدتها، والتي نصحت بعدها بأن تعرض أنـّـا على طبيب نفساني في العاصمة أوسلو.
تخيلت أنـّـا أن الدكتور النفساني بنيامين سينظر في داخل رأسها، وتوقعت أن يستخدم أداة بصرية خاصة لفحص عينيها، لاعتقادها أن العيون انعكاس للروح، أو أن ينظر إلى رأسها من خلال الأذنين والأنف والفم، لكنها شعرت بالخوف من أن يقوم بتنويمها مغناطيسياً حتى يفرغ روحها من كل أسرارها.
توازن مهدد
الدكتور بنيامين أخبر أنـّـا أنها ليست مريضة، وأنها تتمتع بحياة خيالية قوية للغاية. ولكنها صارحت الدكتور بنيامين قائلة: أريد أن أقول إني أخاف التغيرات المناخية، التي يتسبب بها الإنسان، وأخشى ما أخشاه أن نكون نحن الأحياء مَن يعرّض مناخ الكرة الأرضية للخطر من دون أن نفكر في مصير مَن سيأتون بعدنا. وعرض الدكتور بنيامين على أنـّـا أن تـُـنشئ مع صديقها جوناس، جمعية بيئية، ولهذا طلبت أنـّـا من جوناس إنقاذ ألف نوع ونوع من النباتات والحيوانات.
2084
تسلمت أنـّـا في عيد ميلادها السادس عشر أهم هدية في حياتها خاتم عمتها، الذي توارثته الأسرة، مع هاتف محمول، وهو ما توقعت أن يحسدها عليه نصف طلاب المدرسة، ولكن أنـّـا ظلت في أحلامها التي تراها حقيقة تفكر في انقراض الأنواع، انقراض أحد أنواع القردة وبعض أنواع الظباء والزرافات ومعها أنواع المفترسات الكبرى، وسوى ذلك الكثير. كانت تحزن وتصل إلى حد الغضب والسخط لواقع التدمير الجاري في الموئل الإحيائي الجغرافي على الأرض بأرجائها.
خيال أنـّـا دفعها إلى كتابة رسائل إلى أحفادها. وصلت إحداها إلى نوفا ابنة حفيدتها سنة 2084، إذ تمنت فيها أن يعاد إلى الحياة مليون نوع حيواني ونباتي.
وأيضاً، كون خيال أنـّـا لديها شعوراً غريباً بأنها بصحبة عدد من الأصدقاء المتوارين عن بصرها، غدت تسمع أحياناً أزيز أصواتهم. وهي حين تنظر إلى الكون تؤمن بقيمة الاعتراف بمحدودية معرفتنا. ويوصف الإنسان نتيجة لتماديه، في الرواية، وعلى لسان أبطالها، بأنه لاعب كبير، أناني وفرداني، وأن الزمان الذي نعيش فيه ليس أكثر مركزية من جميع الأزمنة المقبلة.
- الرئيسية
- »
- عالم انّا 2084
-
يباع من
Bookstore
تصفح المنتجات الأخرى
- SKUsku_38_1850
- الشحنالتوصيل العادي ,
-
توصيل
يختلف بالنسبة للمنتجات المشحونة من دولة أخرى
التسليم في غضون 4 أيام عمل - الدولةالكويت
- أيام الارجاع0 يوم
تفاصيل
أنـّـا فتاة تعشق عيد رأس السنة، لكنها لا تعرف ما الذي تفضله فيه: أهو الصعود إلى مرعى الجبل للاحتفال بآخر بقايا العام القديم، أم هو النزول نحو العام الجديد، متدثرة بغطاء من الصوف. وقد غلف كتفيها دفء ذراع بابا أو ماما أو واحد من سكان البلدة. كان هذا قبل أن تبلغ ال16، في سنة 2012.
تعرفت أنـّـا على جوناس خلال مرحلة الدراسة الثانوية. وهي، منذ طفولتها، والناس يقولون عنها إنها تتمتع بخيال يقظ، فكلما سألها سائل فيم تفكر تبتدع قصصاً لا نهاية لها، وتطورت هذه القصص إلا أنها كانت تعتقد كأنها قصص حقيقة وواقعية، ما دفع أهلها إلى عرضها على طبيبة نفسانية في بلدتها، والتي نصحت بعدها بأن تعرض أنـّـا على طبيب نفساني في العاصمة أوسلو.
تخيلت أنـّـا أن الدكتور النفساني بنيامين سينظر في داخل رأسها، وتوقعت أن يستخدم أداة بصرية خاصة لفحص عينيها، لاعتقادها أن العيون انعكاس للروح، أو أن ينظر إلى رأسها من خلال الأذنين والأنف والفم، لكنها شعرت بالخوف من أن يقوم بتنويمها مغناطيسياً حتى يفرغ روحها من كل أسرارها.
توازن مهدد
الدكتور بنيامين أخبر أنـّـا أنها ليست مريضة، وأنها تتمتع بحياة خيالية قوية للغاية. ولكنها صارحت الدكتور بنيامين قائلة: أريد أن أقول إني أخاف التغيرات المناخية، التي يتسبب بها الإنسان، وأخشى ما أخشاه أن نكون نحن الأحياء مَن يعرّض مناخ الكرة الأرضية للخطر من دون أن نفكر في مصير مَن سيأتون بعدنا. وعرض الدكتور بنيامين على أنـّـا أن تـُـنشئ مع صديقها جوناس، جمعية بيئية، ولهذا طلبت أنـّـا من جوناس إنقاذ ألف نوع ونوع من النباتات والحيوانات.
2084
تسلمت أنـّـا في عيد ميلادها السادس عشر أهم هدية في حياتها خاتم عمتها، الذي توارثته الأسرة، مع هاتف محمول، وهو ما توقعت أن يحسدها عليه نصف طلاب المدرسة، ولكن أنـّـا ظلت في أحلامها التي تراها حقيقة تفكر في انقراض الأنواع، انقراض أحد أنواع القردة وبعض أنواع الظباء والزرافات ومعها أنواع المفترسات الكبرى، وسوى ذلك الكثير. كانت تحزن وتصل إلى حد الغضب والسخط لواقع التدمير الجاري في الموئل الإحيائي الجغرافي على الأرض بأرجائها.
خيال أنـّـا دفعها إلى كتابة رسائل إلى أحفادها. وصلت إحداها إلى نوفا ابنة حفيدتها سنة 2084، إذ تمنت فيها أن يعاد إلى الحياة مليون نوع حيواني ونباتي.
وأيضاً، كون خيال أنـّـا لديها شعوراً غريباً بأنها بصحبة عدد من الأصدقاء المتوارين عن بصرها، غدت تسمع أحياناً أزيز أصواتهم. وهي حين تنظر إلى الكون تؤمن بقيمة الاعتراف بمحدودية معرفتنا. ويوصف الإنسان نتيجة لتماديه، في الرواية، وعلى لسان أبطالها، بأنه لاعب كبير، أناني وفرداني، وأن الزمان الذي نعيش فيه ليس أكثر مركزية من جميع الأزمنة المقبلة.