تفاصيل
هو ترجمة عصام سليمان العربية لكتاب جورج زيميل بالألمانية Philosophie des Geldes. يعدّ هذا الكتاب من الكتب السوسيولوجية المتميزة في تاريخ علم الاجتماع الحديث، اعتمد فيه مؤلفه المنهج التاريخي والسوسيولوجيا الشكلية. فهو لا يتناول النقود من منظور اقتصادي، بل يصبّ اهتمامه على البنية المنطقية للنقود، وتأثيرها في حياة الإنسان والمجتمع، وفي الثقافة الحديثة إجمالًا.
يتألف الكتاب (692 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من ستة فصول موزعة في قسمين. يربط القسم الأول، "القسم التحليلي"، النقود بالشروط التي تحمل طبيعتها ومعنى وجودها، وفيه 3 فصول.
القيمة والنقود
في الفصل الأول، "القيمة والنقود"، 3 مباحث. يتناول زيميل في المبحث الأول بالدرس الواقع والقيمة بوصفهما مقولتين مستقلتين متقابلتين، تغدو من خلالهما مضامين تصوراتنا صورًا للعالم؛ والحقيقة النفسية للقيمة الموضوعية؛ والموضوعي في الممارسة العملية بوصفه مقياس كلّية الذاتي وضمانه؛ والقيمة الاقتصادية من حيث هي إضفاء الموضوعية على القيم الذاتية عبر إنشاء المسافة بين الذات المستهلِكة مباشرة والموضوع؛ والتماثل مع القيمة الجمالية؛ والاقتصاد حين ينشئ المسافة عبر الجهد والتنازل والتضحية ويزيلها في آن معًا.
يتطرق المؤلف في المبحث الثاني إلى التبادل، بوصفه وسيلة تخليص الشيء من أهمية قيمته الذاتية الخالصة، ففيه تعبّر الأشياء عن قيمتها تبادليًا؛ وإضفاء الموضوعية على قيمة الشيء من خلال تقديم شيء آخر مقابله؛ والتبادل بوصفه شكل الحياة وشرط القيمة الاقتصادية وحقيقة اقتصادية أولية؛ واختزال نظريتَي المنفعة والندرة؛ والسعر المحدد اجتماعيًا باعتباره المرحلة التي تسبق السعر المنظم موضوعيًا.
أما في المبحث الثالث، فيدرس إدراج القيمة الاقتصادية في صورة عالَم نسبية؛ وترسيم صورة العالَم النسبية من منظور النظرية المعرفية، كإنشاء البراهين في اللانهاية وإضفائها الشرعية على بعضها تبادليًا؛ وموضوعية الحقيقة والقيمة بوصفها علاقة بين عناصر ذاتية؛ والنقود من حيث هي التعبير المستقل عن علاقة التبادل التي تُحوّل الأشياء المطلوبة إلى أشياء اقتصادية، وتؤسس لإمكانية تبادل الأشياء؛ وتحليل طبيعة النقود بالإشارة إلى استقرار قيمتها وتطورها وموضوعيتها؛ والنقود بوصفها التحويل المادي لشكل الكينونة العام الذي بموجبه تشتق الأشياء أهميتها من علاقة بعضها ببعض.
القيمة المادية للنقود
في الفصل الثاني، "القيمة المادية للنقود"، 3 مباحث. في الأول، يتناول المؤلف بالبحث ضرورة القيمة الخاصة للنقود للقيام بوظيفتها في قياس القيم، مفندًا ذلك من خلال تحويل المكافئ المباشر بين السلعة الفردية ومقدار النقود الفردي إلى مساواة بين نسبتين: بين السلعة وكمية السلع الكلية الفعالة آنيًا من ناحية، ومقدار النقود الفردية وكمية النقود الكلية الفعالة آنيًا من ناحية أخرى. كما يتناول عدم وعي القاسم المشترك لهذه النِّسب، والإمكان المنطقي لوظيفة نقود مستقلة عن أي قيمة مادية، والضرورة الأولية لنقود قيِّمة، وتطور تصورات المكافئ إلى ما وراء هذه المرحلة وصولًا إلى الطابع الرمزي الخالص للنقود.
ويبحث زيميل، في المبحث الثاني، في التخلي عن الاستعمالات غير النقدية لمادة النقود، والسبب الأول ضد النقود بوصفها مجرد رمز، أي علاقات النقود - السلع التي تجعل القيمة الخاصة للنقود زائدة عن الحاجة، غير المعروف بدقة، وقيمة النقود الخاصة بوصفها إصلاحًا لهذا القصور؛ والسبب الثاني ضد النقود بوصفها مجرد رمز: قابلية الزيادة غير المحدودة للرموز النقدية؛ واللامبالاة النسبية بالمستوى المطلق لكمية النقود والأخطاء التي تقود إليها. كما يتناول النقود في تطورها من أهميتها المادية إلى أهميتها النسبية كحالة سلوكية عامة.
أما المبحث الثالث، ففيه تحليل للتطور التاريخي للنقود من المادة إلى الوظيفة؛ والتفاعلات الاجتماعية وتبلورها في أشكال خاصة؛ والعلاقة المشتركة للمشترين والبائعين بالوحدة الاجتماعية بوصفها الشرط الاجتماعي المسبق لتداول النقود؛ وأهمية كبر المجموعات الاقتصادية وصغرها، وتراخيها وتكتلها بالنسبة إلى الطابع المادي للنقود.
النقود في سلاسل الغايات
في الفصل الثالث، "النقود في سلاسل الغايات"، 3 مباحث أيضًا. يبحث زيمل في الأول الفعل الغائي بوصفه تفاعلًا واعيًا بين الذات والموضوع؛ وطول السلاسل الغائية؛ والأداة بوصفها الوسيلة المكثفة، والنقود بوصفها المثال الأنقى للأداة؛ وازدياد قيمة النقود من خلال لامحدودية إمكانات استعمالها؛ والإضافة المجانية التي تمنحها الثروة؛ واختلاف كمية النقود ذاتها بوصفها جزءًا من ملكية كبيرة وصغيرة، مع تحديد الأسعار الاستهلاكي؛ وتطابق النقود مع نماذج شخصية لا ترتبط بوسط اجتماعي.
في المبحث الثاني، تحليل للتطور النفسي للوسيلة إلى غايات، أي النقود بوصفها مثالًا أقصى؛ ولاعتماد طابعها الغائي على الاتجاهات الثقافية للحقب الزمنية؛ والنتائج النفسية لموقع النقود الغائي: الجشع، والبخل، والتبذير؛ والفقر الزهدي.
ويضم المبحث الثالث بحوثًا في كمية النقود بوصفها كيفيتها؛ والفروق الذاتية لحصص المخاطرة؛ والظاهرة العامة للنتائج غير المتساوية نوعًا التي تترتب على أسباب متغيرة كمًا؛ وعتبة الوعي الاقتصادي؛ والحساسية المختلفة بالنظر إلى المثيرات الاقتصادية؛ والعلاقات بين المثيرات الخارجية والنتائج الحسية في مجال النقود؛ وأهمية الوحدة الشخصية للمالك؛ والعلاقة الموضوعية والثقافية بين الشكل والكم، وبين كمية الأشياء ونوعيتها، وأهمية النقود لهذه العلاقة.
الحرية الفردية
يتابع القسم الثاني من الكتاب، "القسم التركيبي"، تأثيرات ظاهرة النقود التاريخية في العالم، أي في شعور الأفراد بالحياة، وفي ترابط مصائرهم، وفي الثقافة العامة، وفيه 3 فصول. في الفصل الرابع، "الحرية الفردية"، 3 مباحث. يُعنى المؤلف في الأول بالحرية التي توجد بالارتباط مع الالتزامات، وتدرجاتها التي تتوقف على ما إذا كانت تلك الالتزامات تشمل الشخص أو منتجات العمل (الدفع النقدي بوصفه الشكل الأكثر توافقًا مع الحرية الشخصية)؛ ووجهة نظر في مسألة تعظيم القيم من خلال تغيرات الملكية؛ والتطور الثقافي الذي يزيد عدد الأشخاص الذين يعتمد المرء عليهم، مع نقصان متزامن في الصلات بأشخاص محددين فرديًا؛ والنقود بوصفها حامل العلاقات الموضوعية بين الأشخاص، ومن ثمّ حامل الحرية الفردية.
في المبحث الثاني تحليلٌ للملكية بوصفها فعلًا؛ وللتبعية المتبادلة بين التملك والكينونة؛ ولانحلال هذه التبعية بواسطة ملكية النقود؛ ولغياب الحرية بوصفه تداخل سلاسل عقلية: هذا الغياب يكون في حدّه الأدنى عندما يكون تداخل كل سلسلة منها بالأكثر عمومية في السلسلة الأخرى؛ وللحرية بوصفها انطباع الأنا عن الأشياء، وبوصفها ملكية.
ويتناول المؤلف، في المبحث الثالث، مسائل تمايز الشخص عن الملكية: إنشاء المسافة وإضفاء الموضوعية التقنية من خلال النقود؛ وفصل الشخصية بكليتها عن نشاطات عملها الفردية ونتائجه بالنسبة إلى تقويم تلك النشاطات؛ واستقلال الفرد إزاء المجموعة وأشكال جمعيات جديدة بفضل النقود؛ والعلاقات العامة بين الاقتصاد النقدي ومبدأ الفردانية.
المكافئ النقدي للقيم الشخصية
في الفصل الخامس، "المكافئ النقدي للقيم الشخصية"، 3 مباحث. يركز زيمل في الأول على مسألة الديّة؛ والانتقال من التقويم النفعي للإنسان إلى التقويم الموضوعي والتقويم المطلق؛ والغرامة النقدية ومراحل الثقافة؛ وتقدم تمايز الإنسان وحيادية النقود بوصفها سببًا لعدم تلاؤمها المتزايد؛ وشراء الزوجة وقيمة المرأة؛ وتقسيم العمل بين الجنسين والمهر؛ والعلاقة النموذجية بين النقود والبغاء، وتشابه تطوره مع تطور ديّة القتل؛ وزواج المال؛ والرشوة مثالًا على التميز والنقود.
ويدرس زيمل في المبحث الثاني تحوُّل حقوق محددة إلى مطالب نقدية؛ وقابلية تحقيق المطالب؛ وتحويل القيم الموضوعية إلى قيم نقدية: المعنى السلبي للحرية واقتلاع جذر الشخصية؛ وتباين القيمة بين الإنجاز الشخصي والمكافئ النقدي.
أما المبحث الثالث فينظر في مال العمل وتأسيسه؛ وعمل العقل المجاني؛ واختلاف أنماط العمل بوصفها فوارق كمية؛ والعمل العضلي بوصفه وحدة العمل؛ وقابلية اختزال قيمة العمل الجسدي إلى قيمة العمل النفسي؛ واختلافات نفعية العمل كأساس في مقابل مال العمل.
أسلوب الحياة
في الفصل السادس والأخير، "أسلوب الحياة"، 3 مباحث. يُعنى أولها بتحقق تفوق الوظائف العقلية على الوظائف الشعورية بفضل الاقتصاد النقدي (غياب خاصية أسلوب الحياة وموضوعيته)؛ والدور المزدوج للعقل والنقود وهو، بحسب مضمونهما، دور فوق شخصي، وبحسب وظيفتهما، فردي وأنوي (العلاقة بالنزعة العقلانية للقانون والمنطق)؛ والطبيعة الحسابية للعصر الحديث.
ويُعنى ثانيها بمفهوم الثقافة؛ وتنامي ثقافة الأشياء وتخلّف ثقافة الأشخاص؛ وإضفاء الموضوعية على العقل؛ وتقسيم العمل سببًا في افتراق الثقافة الذاتية والموضوعية ورجحان الأولى أحيانًا؛ وعلاقة النقود بحاملي هذه النزعات المضادة.
أما ثالثها فيُعنى بتغيرات المسافة بين الأنا والأشياء، بوصفها تعبيرًا عن تباينات أسلوب الحياة؛ والميول الحديثة نحو تكبير المسافة وتصغيرها ودور النقود في هذه العملية المزدوجة؛ والائتمان؛ وسيادة التكنولوجيا؛ وإيقاع أو تناظر مضامين الحياة ونقيضه؛ وتجاور الميلين أو تعاقبهما وتطورات النقود من حيث هي مثيلتهما وحاملتهما؛ وسرعة إيقاع الحياة وتغيراتها وتغيرات الموجودات النقدية؛ وتركيز التداول النقدي؛ وتحريك القيم؛ والثبات والحركة بوصفهما من خصائص فهم العالم وتركيبه في الطابع النسبي للكينونة والنقود من حيث هي الرمز التاريخي للكينونة.
- الرئيسية
- »
- فلسفة النقود
- يباع من Bookstore تصفح المنتجات الأخرى
- SKUsku_33_6613
- الشحنالتوصيل العادي ,
-
توصيل
يختلف بالنسبة للمنتجات المشحونة من دولة أخرى
التسليم في غضون 4 أيام عمل - الدولةالكويت
- أيام الارجاع0 يوم
تفاصيل
هو ترجمة عصام سليمان العربية لكتاب جورج زيميل بالألمانية Philosophie des Geldes. يعدّ هذا الكتاب من الكتب السوسيولوجية المتميزة في تاريخ علم الاجتماع الحديث، اعتمد فيه مؤلفه المنهج التاريخي والسوسيولوجيا الشكلية. فهو لا يتناول النقود من منظور اقتصادي، بل يصبّ اهتمامه على البنية المنطقية للنقود، وتأثيرها في حياة الإنسان والمجتمع، وفي الثقافة الحديثة إجمالًا.
يتألف الكتاب (692 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من ستة فصول موزعة في قسمين. يربط القسم الأول، "القسم التحليلي"، النقود بالشروط التي تحمل طبيعتها ومعنى وجودها، وفيه 3 فصول.
القيمة والنقود
في الفصل الأول، "القيمة والنقود"، 3 مباحث. يتناول زيميل في المبحث الأول بالدرس الواقع والقيمة بوصفهما مقولتين مستقلتين متقابلتين، تغدو من خلالهما مضامين تصوراتنا صورًا للعالم؛ والحقيقة النفسية للقيمة الموضوعية؛ والموضوعي في الممارسة العملية بوصفه مقياس كلّية الذاتي وضمانه؛ والقيمة الاقتصادية من حيث هي إضفاء الموضوعية على القيم الذاتية عبر إنشاء المسافة بين الذات المستهلِكة مباشرة والموضوع؛ والتماثل مع القيمة الجمالية؛ والاقتصاد حين ينشئ المسافة عبر الجهد والتنازل والتضحية ويزيلها في آن معًا.
يتطرق المؤلف في المبحث الثاني إلى التبادل، بوصفه وسيلة تخليص الشيء من أهمية قيمته الذاتية الخالصة، ففيه تعبّر الأشياء عن قيمتها تبادليًا؛ وإضفاء الموضوعية على قيمة الشيء من خلال تقديم شيء آخر مقابله؛ والتبادل بوصفه شكل الحياة وشرط القيمة الاقتصادية وحقيقة اقتصادية أولية؛ واختزال نظريتَي المنفعة والندرة؛ والسعر المحدد اجتماعيًا باعتباره المرحلة التي تسبق السعر المنظم موضوعيًا.
أما في المبحث الثالث، فيدرس إدراج القيمة الاقتصادية في صورة عالَم نسبية؛ وترسيم صورة العالَم النسبية من منظور النظرية المعرفية، كإنشاء البراهين في اللانهاية وإضفائها الشرعية على بعضها تبادليًا؛ وموضوعية الحقيقة والقيمة بوصفها علاقة بين عناصر ذاتية؛ والنقود من حيث هي التعبير المستقل عن علاقة التبادل التي تُحوّل الأشياء المطلوبة إلى أشياء اقتصادية، وتؤسس لإمكانية تبادل الأشياء؛ وتحليل طبيعة النقود بالإشارة إلى استقرار قيمتها وتطورها وموضوعيتها؛ والنقود بوصفها التحويل المادي لشكل الكينونة العام الذي بموجبه تشتق الأشياء أهميتها من علاقة بعضها ببعض.
القيمة المادية للنقود
في الفصل الثاني، "القيمة المادية للنقود"، 3 مباحث. في الأول، يتناول المؤلف بالبحث ضرورة القيمة الخاصة للنقود للقيام بوظيفتها في قياس القيم، مفندًا ذلك من خلال تحويل المكافئ المباشر بين السلعة الفردية ومقدار النقود الفردي إلى مساواة بين نسبتين: بين السلعة وكمية السلع الكلية الفعالة آنيًا من ناحية، ومقدار النقود الفردية وكمية النقود الكلية الفعالة آنيًا من ناحية أخرى. كما يتناول عدم وعي القاسم المشترك لهذه النِّسب، والإمكان المنطقي لوظيفة نقود مستقلة عن أي قيمة مادية، والضرورة الأولية لنقود قيِّمة، وتطور تصورات المكافئ إلى ما وراء هذه المرحلة وصولًا إلى الطابع الرمزي الخالص للنقود.
ويبحث زيميل، في المبحث الثاني، في التخلي عن الاستعمالات غير النقدية لمادة النقود، والسبب الأول ضد النقود بوصفها مجرد رمز، أي علاقات النقود - السلع التي تجعل القيمة الخاصة للنقود زائدة عن الحاجة، غير المعروف بدقة، وقيمة النقود الخاصة بوصفها إصلاحًا لهذا القصور؛ والسبب الثاني ضد النقود بوصفها مجرد رمز: قابلية الزيادة غير المحدودة للرموز النقدية؛ واللامبالاة النسبية بالمستوى المطلق لكمية النقود والأخطاء التي تقود إليها. كما يتناول النقود في تطورها من أهميتها المادية إلى أهميتها النسبية كحالة سلوكية عامة.
أما المبحث الثالث، ففيه تحليل للتطور التاريخي للنقود من المادة إلى الوظيفة؛ والتفاعلات الاجتماعية وتبلورها في أشكال خاصة؛ والعلاقة المشتركة للمشترين والبائعين بالوحدة الاجتماعية بوصفها الشرط الاجتماعي المسبق لتداول النقود؛ وأهمية كبر المجموعات الاقتصادية وصغرها، وتراخيها وتكتلها بالنسبة إلى الطابع المادي للنقود.
النقود في سلاسل الغايات
في الفصل الثالث، "النقود في سلاسل الغايات"، 3 مباحث أيضًا. يبحث زيمل في الأول الفعل الغائي بوصفه تفاعلًا واعيًا بين الذات والموضوع؛ وطول السلاسل الغائية؛ والأداة بوصفها الوسيلة المكثفة، والنقود بوصفها المثال الأنقى للأداة؛ وازدياد قيمة النقود من خلال لامحدودية إمكانات استعمالها؛ والإضافة المجانية التي تمنحها الثروة؛ واختلاف كمية النقود ذاتها بوصفها جزءًا من ملكية كبيرة وصغيرة، مع تحديد الأسعار الاستهلاكي؛ وتطابق النقود مع نماذج شخصية لا ترتبط بوسط اجتماعي.
في المبحث الثاني، تحليل للتطور النفسي للوسيلة إلى غايات، أي النقود بوصفها مثالًا أقصى؛ ولاعتماد طابعها الغائي على الاتجاهات الثقافية للحقب الزمنية؛ والنتائج النفسية لموقع النقود الغائي: الجشع، والبخل، والتبذير؛ والفقر الزهدي.
ويضم المبحث الثالث بحوثًا في كمية النقود بوصفها كيفيتها؛ والفروق الذاتية لحصص المخاطرة؛ والظاهرة العامة للنتائج غير المتساوية نوعًا التي تترتب على أسباب متغيرة كمًا؛ وعتبة الوعي الاقتصادي؛ والحساسية المختلفة بالنظر إلى المثيرات الاقتصادية؛ والعلاقات بين المثيرات الخارجية والنتائج الحسية في مجال النقود؛ وأهمية الوحدة الشخصية للمالك؛ والعلاقة الموضوعية والثقافية بين الشكل والكم، وبين كمية الأشياء ونوعيتها، وأهمية النقود لهذه العلاقة.
الحرية الفردية
يتابع القسم الثاني من الكتاب، "القسم التركيبي"، تأثيرات ظاهرة النقود التاريخية في العالم، أي في شعور الأفراد بالحياة، وفي ترابط مصائرهم، وفي الثقافة العامة، وفيه 3 فصول. في الفصل الرابع، "الحرية الفردية"، 3 مباحث. يُعنى المؤلف في الأول بالحرية التي توجد بالارتباط مع الالتزامات، وتدرجاتها التي تتوقف على ما إذا كانت تلك الالتزامات تشمل الشخص أو منتجات العمل (الدفع النقدي بوصفه الشكل الأكثر توافقًا مع الحرية الشخصية)؛ ووجهة نظر في مسألة تعظيم القيم من خلال تغيرات الملكية؛ والتطور الثقافي الذي يزيد عدد الأشخاص الذين يعتمد المرء عليهم، مع نقصان متزامن في الصلات بأشخاص محددين فرديًا؛ والنقود بوصفها حامل العلاقات الموضوعية بين الأشخاص، ومن ثمّ حامل الحرية الفردية.
في المبحث الثاني تحليلٌ للملكية بوصفها فعلًا؛ وللتبعية المتبادلة بين التملك والكينونة؛ ولانحلال هذه التبعية بواسطة ملكية النقود؛ ولغياب الحرية بوصفه تداخل سلاسل عقلية: هذا الغياب يكون في حدّه الأدنى عندما يكون تداخل كل سلسلة منها بالأكثر عمومية في السلسلة الأخرى؛ وللحرية بوصفها انطباع الأنا عن الأشياء، وبوصفها ملكية.
ويتناول المؤلف، في المبحث الثالث، مسائل تمايز الشخص عن الملكية: إنشاء المسافة وإضفاء الموضوعية التقنية من خلال النقود؛ وفصل الشخصية بكليتها عن نشاطات عملها الفردية ونتائجه بالنسبة إلى تقويم تلك النشاطات؛ واستقلال الفرد إزاء المجموعة وأشكال جمعيات جديدة بفضل النقود؛ والعلاقات العامة بين الاقتصاد النقدي ومبدأ الفردانية.
المكافئ النقدي للقيم الشخصية
في الفصل الخامس، "المكافئ النقدي للقيم الشخصية"، 3 مباحث. يركز زيمل في الأول على مسألة الديّة؛ والانتقال من التقويم النفعي للإنسان إلى التقويم الموضوعي والتقويم المطلق؛ والغرامة النقدية ومراحل الثقافة؛ وتقدم تمايز الإنسان وحيادية النقود بوصفها سببًا لعدم تلاؤمها المتزايد؛ وشراء الزوجة وقيمة المرأة؛ وتقسيم العمل بين الجنسين والمهر؛ والعلاقة النموذجية بين النقود والبغاء، وتشابه تطوره مع تطور ديّة القتل؛ وزواج المال؛ والرشوة مثالًا على التميز والنقود.
ويدرس زيمل في المبحث الثاني تحوُّل حقوق محددة إلى مطالب نقدية؛ وقابلية تحقيق المطالب؛ وتحويل القيم الموضوعية إلى قيم نقدية: المعنى السلبي للحرية واقتلاع جذر الشخصية؛ وتباين القيمة بين الإنجاز الشخصي والمكافئ النقدي.
أما المبحث الثالث فينظر في مال العمل وتأسيسه؛ وعمل العقل المجاني؛ واختلاف أنماط العمل بوصفها فوارق كمية؛ والعمل العضلي بوصفه وحدة العمل؛ وقابلية اختزال قيمة العمل الجسدي إلى قيمة العمل النفسي؛ واختلافات نفعية العمل كأساس في مقابل مال العمل.
أسلوب الحياة
في الفصل السادس والأخير، "أسلوب الحياة"، 3 مباحث. يُعنى أولها بتحقق تفوق الوظائف العقلية على الوظائف الشعورية بفضل الاقتصاد النقدي (غياب خاصية أسلوب الحياة وموضوعيته)؛ والدور المزدوج للعقل والنقود وهو، بحسب مضمونهما، دور فوق شخصي، وبحسب وظيفتهما، فردي وأنوي (العلاقة بالنزعة العقلانية للقانون والمنطق)؛ والطبيعة الحسابية للعصر الحديث.
ويُعنى ثانيها بمفهوم الثقافة؛ وتنامي ثقافة الأشياء وتخلّف ثقافة الأشخاص؛ وإضفاء الموضوعية على العقل؛ وتقسيم العمل سببًا في افتراق الثقافة الذاتية والموضوعية ورجحان الأولى أحيانًا؛ وعلاقة النقود بحاملي هذه النزعات المضادة.
أما ثالثها فيُعنى بتغيرات المسافة بين الأنا والأشياء، بوصفها تعبيرًا عن تباينات أسلوب الحياة؛ والميول الحديثة نحو تكبير المسافة وتصغيرها ودور النقود في هذه العملية المزدوجة؛ والائتمان؛ وسيادة التكنولوجيا؛ وإيقاع أو تناظر مضامين الحياة ونقيضه؛ وتجاور الميلين أو تعاقبهما وتطورات النقود من حيث هي مثيلتهما وحاملتهما؛ وسرعة إيقاع الحياة وتغيراتها وتغيرات الموجودات النقدية؛ وتركيز التداول النقدي؛ وتحريك القيم؛ والثبات والحركة بوصفهما من خصائص فهم العالم وتركيبه في الطابع النسبي للكينونة والنقود من حيث هي الرمز التاريخي للكينونة.