ولادة ثانية

16.23 USD

حالة السلعة : جديد

  • 0 available

  • يباع من booksh تصفح المنتجات الأخرى
  • SKUsku_32_8218
  • الشحنالتوصيل العادي ,
  • توصيل يختلف بالنسبة للمنتجات المشحونة من دولة أخرى
    التسليم في غضون 4 أيام عمل
  • الدولةالكويت
  • أيام الارجاع0 يوم

تفاصيل

اسم المؤلف    سوزان سونتاغ

اسم المترجم    عباس المفرجي

ما هي الفضيلة في فضح امرئ لقباحاته أمام الناس مبديا سوأته النفسية! في الاعتراف بحطته أمام الملأ؟ لم أستأ من كتاب منذ زمن كما استأت من اليوميات المبكرة لسوزان سونتاغ... تلك السيدة التي كنت أعجبت بحدة عقلها و تبصرها في كتابها الرائع ضد التأويل ومقالات أخرى... بتحليلاتها الذكية الواثقة... بترفعها و لغتها القوية و المستقلة... تلك التي أبهرتني قبل سنوات، تظهر في يومياتها هذه بأشد الصور ابتذالا و فجاجة و خنوعا... امرأة شاذة و ذليلة... ه هذه يوميات كان يفترض بها أن تدفن مع صاحبتها... فهي لم تكن معدة للنشر، و إنما هي يوميات حافظت على تدوينها منذ كانت طالبة في المدرسة... و بعض منها تفاهات مراهقة، و كثير منها ابتذالات شخصية و معيبة... و كثير أيضا مجرد أفعال حياتيه يومية لا قيمة لها ابن سونتاغ هو من نشر اليوميات بعد وفاتها، و قد آلمه نشره للكتاب كما ذكر، فأمه كانت امرأة متحفظة و رصينة، لا تظهر هذا على الملأ... و لم يكن متأكدا من أن شيئا كهذا يفترض أن يـُنشر، و لكنه فعل لأن أمه كانت باعت حقوقها قبل موتها_ أو هكذا قال لنا_ فقام بتحرير اليوميات، و اختار منها هذه الاختيارات... و تساءلتُ ما الذي قام بتحريره إذن؟ ثم أين تجربة حملها به و إنجابها له، رغم وجود تفاصيل تافهة و يومية قبل حمله و ولادته و بعده... و لكن لا يوجد أي كلمة عن تجربتها هذه أبدا... رغم أن هذا الأمر كان يهمني معرفته... على أية حال معه كل الحق في أن يحررها لو وجد ما يمسه و أسرته المتبقية، و ليته حرر أكثر... خطر لي لوهلة البحث عن عنوانه و إرسال استيائي من الكتاب و أنه جعلني أنفر من أمه، حتى يشعر بالسوء من نفسه أكثر مما يشعر... ثم عدلت عن الفكرة، لأنه ذكر أن لو كان القرار بيده لما كان نشرها و ربما كان أحرقها...ه هناك فرق كبير بين المذكرات التي يكتبها المرء لجمهور مفترض في ذهنه، بعد أن حصلت له تجربة في الحياة، و فلسفة ما يريد إيصالها، أيا كانت تلك الفلسفة، و بين يوميات شخصية و خصوصية يدونها لذاته مذ كان مراهقا، قبل أن ينضج، ثم تظهر على الملأ بعد موته... ه أكره ثقافة عرض الخصوصيات الحميمة على كل من هب و دب من دون عبرة مرادة، و ثقافة تلفزيون الواقع الرخيص لمجرد الاستمتاع بالتلصص على مخادع الناس، و ثقافة تفاصيل "أكلت و شربت و ذهبت" على صفحات التواصل التي تستعرض تفاهاتنا اليومية... ثقافة الجهر بسوء استتر لمجرد الجهر... و هذا الكتاب على نفس الشاكلة... و لذلك وجدته مزعجا...ه كلنا نعرف أن وراء جلودنا التي تسترنا و تجملنا منظرا مفزعا و مثيرا للإقياء من دم و لحم و عروق، لكن هذا لا يعني أن أكشط جلدي أمام الناس حتى يروا الحقيقة، فهذه ليست حقيقة و إنما فضح للقبح بإيذاء جمال جلدي... فالتجمل بالجلد جزء من حقيقتي... و كلنا نستخدم الحمامات يوميا لكن هذا لا يعطيني الأريحية بأن أفتح الباب أمام الجميع لينظر! و هذه ليست جرأة و إنما فجاجة و ابتذال... و ليس كل ما فكر به المرء و شعر يستحق الذكر، فنحن مليؤون بكل شيء من الأقصى للأقصى... هناك أفكار لا يسرها المرء حتى لصديقه الحميم... لا يجهر بها كتابة حتى... لا يذكرها إلا للذي سواه عسى أن يشذبه منها...ه لكنما هو عصر مبتذل بكل ما فيه! ه الجمل المفيدة و المبدعة في الكتاب كانت قليلة جدا... لكن أهم ما لفت نظري و خططت تحته خطا هو التالي: (يا إلهي كم هو سخيف هذا كله! [...] حذلقة + فسق [...] لا أشعر بشيء سوى الازدراء لشخصه، إمكانياته + معتقداته!) 0 إذ لم أجد أفضل من جملها هذه للتعبير عن شعوري الذي خرجت به من الكتاب قرأت مذكرات كثيرة بكل ضعف شخصياتها و نرجسيتها... لكن لم أستأ من أحدها كما استأت من هذه، ربما لأنه لم يكن مفترض نشرها أصلا... و ربما لأني معجبة بسوزان كما تبدت في ضد التأويل لدرجة حفظ بعض جملها من قراءة واحدة، و ليس لدي الكثير من الكاتبات المفضلات اللواتي يعجبنني لدرجة الاقتباس المستمر منهن... فذهنها متقد و لغتها قوية... مستقلة في رأيها و مترفعة عن من حولها... فكان مؤلما لي رؤيتها بشخصية المرأة التي أكرهها و أنفر منها، المرأة الذليلة في الحب الضعيفة المنبطحة المتوسلة، و الأسوأ أنها شاذة!! قد آذاني الاطلاع على أبشع صورة لديها...ه كانت هذه يومياتها المبكرة في شبابها، لكني لا أحسبني سأتشجع لقراءة يومياتها الأخرى، حفاظا على ما بقي لها من احترام في نفسي، إن بقي شيء منه أصلا... فهي كانت كاتبة تهتم بصقل كتبها بعناية و حتى ترجمات كتبها، و تعتبر التهذيب مقدما على الإنصاف... كانت سيدة متحفظة كما يقول ابنها، و ما التحفظ برأيي إلا نوع فاخر من التجمل، احتراما للنفس و احتراما للآخر... و هو نوع بات نادرا في عصر الابتذال هذا... و لذلك لا أرغب بالاقتراب أكثر عبر يومياتها التي لم تمارس فيها كل هذا... يكفيني منها كتبها الأخرى التي جلست فيها و تجملت لاستقبال قارئ كإياي، و كانت تفكر فيني _كمتلقي_ حين كتبت، فأظهرت أجمل و أقوى ما فيها، و سترت ما سواه...ه سلمى 28 أيلول 20