تفاصيل
اسم المؤلف نور الدين محمد السافي
في كل لحظة من لحظات الزمان يولد بشر في كل نقطة في الأرض، وكل مولود فيها يجد نفسه بعد زمن يحمل لسانا ينطق به وفكرا يفكر به وقيما يعيش بها ومعتقدات يحملها وتوجه حياته، وكل واحد منهم يعتقد أنه محظوظ لأنه وُجد في تلك البيئة ويحمل ذلك اللسان وتلك الأفكار، ويرى الآخرين الذين يسكنون العالم في ضلال بعيد عن الحق الذي يحمله، بل وترى الكثيرين يكلّفون أنفسهم ليكونوا دعاة لأفكارهم وقيمهم ومعتقداتهم، فترى الجميع يخرج حاملا الحق الذي يعتقد فيه ليهدي الناس إليها ويقنعهم بها. ولو سألنا الواحد منهم لمَ كلفتَ نفسك بدعوة الناس إلى ما تؤمن به؟ لأجاب الجميع جوابا واحدا، لأني أحمل الحق، والفضيلة البشرية تقتضي أن نكون رسل حق للبشرية حتى نقيها من الضلال الذي تعيشه. ولو عمّقنا السؤال قليلا: وكيف علمتَ أنك على الحق، والحال أن الجميع في العالم يرون أنفسهم على حق فيما يذهبون إليه وينطقون؟. هل فعلا وانت تفكر في مسائل الوجود والحياة كنتَ أنت الذي يفكر أم كان مجتمعك هو الذي يفكر فيك؟ أيّ حظ يحكم العالم حيث نرى كلّ شخص في بيئته يصبح حامل لواء بيئته ليعممه على البشرية جمعاء؟ هل لأني وُلدتُ في أرض معينة وفي زمان معين ومكان معين يعني أني صرتُ على حق؟ أم ان البحث على الحق لا علاقة له بمكان الميلاد وزمانه، ولا لسان البيئة وثقافتها؟ أليس العودة إلى السؤال الأول باتت ضرورية؟ كيف يجب أن أفكر إذا أردت أن أفكر؟ كيف أتخلص من الأخر الذي يسكنني، وكيف أتحرر منه حتى يصير عقلي وكياني قادرا على التفكير الفعلي والحقيقي؟ حتى لا يقال في شأننا ما قاله القران الكريم: بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون. هذه الأسئلة وغيرها لمّا نضيف إليها واقعنا المرير الذي نحياه، تجعل من سؤالنا ضرورة لا سبيل إلى التغافل عنه أو تجاوزه. ومن ثم فإن سؤال العقل والتفكير، أي سؤال الإنسان بما هو عاقل ومفكر سيكون المحور المركزي الذي يجب أن يدور عليه تفكيرنا. أي إن سؤالنا كيف يجب أن نفكر إذا أردنا ان نفكر سيجد معالجته العميقة مع ما سُمّي في تاريخ الفكر الحديث بالعقلانية. ولهذا جعلناها محل نظر وتساؤل للتعرّف على معاني العقلانية ووجوهها ومجالاتها وتطبيقاتها وتطوراتها ونتائجها على حياة الإنسان النظرية والعملية.
- الرئيسية
- »
- مدخل إلى العقلانية
- يباع من booksh تصفح المنتجات الأخرى
- SKUsku_50_6958
- الشحنالتوصيل العادي ,
-
توصيل
يختلف بالنسبة للمنتجات المشحونة من دولة أخرى
التسليم في غضون 4 أيام عمل - الدولةالكويت
- أيام الارجاع0 يوم
تفاصيل
اسم المؤلف نور الدين محمد السافي
في كل لحظة من لحظات الزمان يولد بشر في كل نقطة في الأرض، وكل مولود فيها يجد نفسه بعد زمن يحمل لسانا ينطق به وفكرا يفكر به وقيما يعيش بها ومعتقدات يحملها وتوجه حياته، وكل واحد منهم يعتقد أنه محظوظ لأنه وُجد في تلك البيئة ويحمل ذلك اللسان وتلك الأفكار، ويرى الآخرين الذين يسكنون العالم في ضلال بعيد عن الحق الذي يحمله، بل وترى الكثيرين يكلّفون أنفسهم ليكونوا دعاة لأفكارهم وقيمهم ومعتقداتهم، فترى الجميع يخرج حاملا الحق الذي يعتقد فيه ليهدي الناس إليها ويقنعهم بها. ولو سألنا الواحد منهم لمَ كلفتَ نفسك بدعوة الناس إلى ما تؤمن به؟ لأجاب الجميع جوابا واحدا، لأني أحمل الحق، والفضيلة البشرية تقتضي أن نكون رسل حق للبشرية حتى نقيها من الضلال الذي تعيشه. ولو عمّقنا السؤال قليلا: وكيف علمتَ أنك على الحق، والحال أن الجميع في العالم يرون أنفسهم على حق فيما يذهبون إليه وينطقون؟. هل فعلا وانت تفكر في مسائل الوجود والحياة كنتَ أنت الذي يفكر أم كان مجتمعك هو الذي يفكر فيك؟ أيّ حظ يحكم العالم حيث نرى كلّ شخص في بيئته يصبح حامل لواء بيئته ليعممه على البشرية جمعاء؟ هل لأني وُلدتُ في أرض معينة وفي زمان معين ومكان معين يعني أني صرتُ على حق؟ أم ان البحث على الحق لا علاقة له بمكان الميلاد وزمانه، ولا لسان البيئة وثقافتها؟ أليس العودة إلى السؤال الأول باتت ضرورية؟ كيف يجب أن أفكر إذا أردت أن أفكر؟ كيف أتخلص من الأخر الذي يسكنني، وكيف أتحرر منه حتى يصير عقلي وكياني قادرا على التفكير الفعلي والحقيقي؟ حتى لا يقال في شأننا ما قاله القران الكريم: بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون. هذه الأسئلة وغيرها لمّا نضيف إليها واقعنا المرير الذي نحياه، تجعل من سؤالنا ضرورة لا سبيل إلى التغافل عنه أو تجاوزه. ومن ثم فإن سؤال العقل والتفكير، أي سؤال الإنسان بما هو عاقل ومفكر سيكون المحور المركزي الذي يجب أن يدور عليه تفكيرنا. أي إن سؤالنا كيف يجب أن نفكر إذا أردنا ان نفكر سيجد معالجته العميقة مع ما سُمّي في تاريخ الفكر الحديث بالعقلانية. ولهذا جعلناها محل نظر وتساؤل للتعرّف على معاني العقلانية ووجوهها ومجالاتها وتطبيقاتها وتطوراتها ونتائجها على حياة الإنسان النظرية والعملية.