تفاصيل
اسم المؤلف م . إ . فنلي
يتناول الكتاب اقتصاد العالم القديم، وتبدأ دراسته مع فنلي بالتّخلي عن الكثير من المنطلقات التقليدية التي كانت تبدو بديهية بحد ذاتها قبل أن يثبت أنّها كانت عديمة الجدوى أو مضللة، فقد شنّ هجوماً شاملاً على التقاليد الحديثة لمنهجية التاريخ الاقتصادي القديم، إذ رأى أنّه لا ينبغي تحليل اقتصاد العالم القديم باستخدام مفاهيم العلم الاقتصادي الحديث، لأنّ الأعمال الاقتصادية في العصور القديمة كانت تحدّد بشكل أساسي بالاهتمامات الاجتماعية وليس الاقتصادية، فالمركز الاجتماعي والإيديولوجية المدنية حكمت الاقتصاد في العصور القديمة بدلاً من الدوافع الاقتصادية العقلانية. ويوضح فنلي الفرق الكبير الذي يفصل بين الاقتصاد القديم وعلم الاقتصاد الحديث، إذ لا يمكن إخضاع الاقتصاد القديم لمناهج الاقتصاد الحديث، ولا بدّ من استحداث مناهج وفروض جديدة لفهمه، ذلك أن العصور القديمة لم تعرف السياسات القائمة على السعي وراء الأسواق، أو أياً من العناصر التي كانت وراء قيام الرأسمالية الأوروبية الحديثة كالعقلانية الاقتصادية والسعي المدروس وراء الربح. شكّل كتاب فنلي حدثاً مهماً، ونقطة انعطاف تاريخية حاسمة في فهم اقتصاد العالم القديم ومجتمعه، فهو الباحث الوحيد الذي صاغ نموذجاً عاماً متماسكاً يمكن فهمه لاقتصاد العالم القديم، وفي الحقيقة، فإنّ الهدف الأساسي لكتابه هو أن يبيّن وبوضوح أنّ الأفراد والدول في العصور القديمة كانوا يفكرون بشكل أساسي بلغة سياسية، اجتماعية ونفسية، وثانياً فقط بلغة اقتصادية. لقد تأثّر فنلي بمدرسة الحوّليات (الأنال) ، في تركيزه على النماذج التفسيرية، الدراسات الكمّية، ونتائج التقنيات الحديثة المتخصصة؛ ولذلك، فقد جاءت توجهاته متماشية مع الكتابات الجديدة في علم الاجتماع وعلم الاقتصاد، ويقدم لنا الكاتب في كل فصول كتابه نماذج مميزة في الكتابة التاريخية. إذ يعرض الوقائع، يفسّرها، يناقش المفاهيم التي تتعارض معها ثم يتوصل لاستنتاجاته بطريقة منطقية علمية مقنعة. إنّنا مع هذا الكتاب أمام مدرسة تاريخية تختزن خبرة واسعة واختصاصاً عريقاً، إضافة إلى عبقرية فذة في التعامل مع التفاصيل البسيطة المهمة التي قد لا تلفت نظر الكثيرين عند اطّلاعهم عليها، إنّه كتاب مهم ومثير، يحتل مركزاً مشرفاً من بين قلّة من الأعمال الحقيقية النافذة المتعلقة بالتاريخ القديم.
- الرئيسية
- »
- اقتصاد العالم القديم
- يباع من booksh تصفح المنتجات الأخرى
- SKUsku_20_7123
- الشحنالتوصيل العادي ,
-
توصيل
يختلف بالنسبة للمنتجات المشحونة من دولة أخرى
التسليم في غضون 4 أيام عمل - الدولةالكويت
- أيام الارجاع0 يوم
تفاصيل
اسم المؤلف م . إ . فنلي
يتناول الكتاب اقتصاد العالم القديم، وتبدأ دراسته مع فنلي بالتّخلي عن الكثير من المنطلقات التقليدية التي كانت تبدو بديهية بحد ذاتها قبل أن يثبت أنّها كانت عديمة الجدوى أو مضللة، فقد شنّ هجوماً شاملاً على التقاليد الحديثة لمنهجية التاريخ الاقتصادي القديم، إذ رأى أنّه لا ينبغي تحليل اقتصاد العالم القديم باستخدام مفاهيم العلم الاقتصادي الحديث، لأنّ الأعمال الاقتصادية في العصور القديمة كانت تحدّد بشكل أساسي بالاهتمامات الاجتماعية وليس الاقتصادية، فالمركز الاجتماعي والإيديولوجية المدنية حكمت الاقتصاد في العصور القديمة بدلاً من الدوافع الاقتصادية العقلانية. ويوضح فنلي الفرق الكبير الذي يفصل بين الاقتصاد القديم وعلم الاقتصاد الحديث، إذ لا يمكن إخضاع الاقتصاد القديم لمناهج الاقتصاد الحديث، ولا بدّ من استحداث مناهج وفروض جديدة لفهمه، ذلك أن العصور القديمة لم تعرف السياسات القائمة على السعي وراء الأسواق، أو أياً من العناصر التي كانت وراء قيام الرأسمالية الأوروبية الحديثة كالعقلانية الاقتصادية والسعي المدروس وراء الربح. شكّل كتاب فنلي حدثاً مهماً، ونقطة انعطاف تاريخية حاسمة في فهم اقتصاد العالم القديم ومجتمعه، فهو الباحث الوحيد الذي صاغ نموذجاً عاماً متماسكاً يمكن فهمه لاقتصاد العالم القديم، وفي الحقيقة، فإنّ الهدف الأساسي لكتابه هو أن يبيّن وبوضوح أنّ الأفراد والدول في العصور القديمة كانوا يفكرون بشكل أساسي بلغة سياسية، اجتماعية ونفسية، وثانياً فقط بلغة اقتصادية. لقد تأثّر فنلي بمدرسة الحوّليات (الأنال) ، في تركيزه على النماذج التفسيرية، الدراسات الكمّية، ونتائج التقنيات الحديثة المتخصصة؛ ولذلك، فقد جاءت توجهاته متماشية مع الكتابات الجديدة في علم الاجتماع وعلم الاقتصاد، ويقدم لنا الكاتب في كل فصول كتابه نماذج مميزة في الكتابة التاريخية. إذ يعرض الوقائع، يفسّرها، يناقش المفاهيم التي تتعارض معها ثم يتوصل لاستنتاجاته بطريقة منطقية علمية مقنعة. إنّنا مع هذا الكتاب أمام مدرسة تاريخية تختزن خبرة واسعة واختصاصاً عريقاً، إضافة إلى عبقرية فذة في التعامل مع التفاصيل البسيطة المهمة التي قد لا تلفت نظر الكثيرين عند اطّلاعهم عليها، إنّه كتاب مهم ومثير، يحتل مركزاً مشرفاً من بين قلّة من الأعمال الحقيقية النافذة المتعلقة بالتاريخ القديم.