تفاصيل
اسم المؤلف محمد اليوسفي
إن لم يكن هو الأهمَّ، والأكثرَ تأثيرا، فـ’’القرآن‘‘، بلا شك، هو أحد أهم الكتب وأكثرها تأثيرا على مدى التاريخ البشري، فهو الكتاب الذي لا يزال يُقرأ بلغته الأصلية بعد مرور أكثر من ألف وأربعمائة سنة على ولادته، وهو الكتاب الذي لم تخبُ شُعلته التأثيرية طوال هذه الفترة الزمنية، واتسعت رقعة هذه الشُعلة جغرافيا، لتمتد من الشرق إلى الغرب، ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ذلك مع تضاعف أعداد الأفئدة والأرواح والعقول التي تعلّقت به، وارتبطت بآياته، فهو الكتاب الذي يؤمن بقداسته خُمس سكان هذا العالم، أي ما يُعادل المليار ونصف المليار مُسلم، يتعبّدون به في صلواتهم، ويُزخرفون بآياته مبانيهم، ويباركون بنصوصه استقبال مواليدهم، وتوديع موتاهم، وعقد زواجاتهم، وحسم طلاقاتهم، وخوض حروبهم، والركون إلى سلامهم، وهو الكتاب الذي يحميهم في السفر، ويُحافظ عليهم في المُستقر.
هو ’’القرآن‘‘، صاحب الدور المحوري والحيوي في حياة المسلمين وأفكارهم، ومشاعرهم وسلوكياتهم، وصاحب الأثر الإجباري في كل من يُخالطهم، ويضطر إلى التفاعل معهم، وتتضاعف قوة هذا التأثير، في عالم اليوم الذي أصبح شبيها بـ’’القرية الصغيرة‘‘، التي يسمع كل من فيها صدى من فيها، ويستوجب كل ’’فعل‘‘ فيها ’’ردّ فعل‘‘ فيها.
في هذا الكتاب..
سنبحث في مسألة ’’القرآن‘‘ وتاريخه، ونستدعي الإجابات عن مصادره، وعمَّن نَطَقَ به، ومن كتبه، وفي أي صورة تركهُ، وعن الكيفية التي تم فيها جمعُه، وعن أسباب حرقه، ومن ثم توحيده، والتعديلات التي أُضيفت إليه، والخلافات التي أُثيرت حوله، وانتقالها من مجال الدين ومداراته، إلى محيط السياسة ودهاليزها، ثم الدماء التي سُفكت من أجله، والمذاهب التي تَشكّلت حوله، والتفسيرات التي تضاربت في آياته، والتأويلات التي بحثت عن مُقتضياته.
وبعد استيفاء الإجابة عن هذه التساؤلات، والكشف عن تداعياتها الجليّة، سننتقل إلى محراب ’’المُصحف الإمام‘‘، وهو الصورة النهائية التي استقر عليها ’’القرآن‘‘، ونُقارن بينه وبين مخطوطاته، ونبحث عن اختلاف قراءاته، ونكشف عن التطورات التي أصابت خطوطه، والكيفية التي تم فيها ترتيب سوَره، وعن الناسخ والمنسوخ من آياته، والمُتشابه والمُحكم من أحكامه، والأعجمي والعربي من مُفرداته.
في هذا الكتاب..
لن نكتفي بشرح ’’المُصحف الإمام‘‘ وخطاباته، والتفصيل في تركيباته، بل إننا سنكشف عن أهم العوامل التي أعاقت ’’فهمه‘‘، وعرقلت ’’سرديّاته‘‘، فما الأسباب التي أعجزت هذا المُصحف عن تقديم الفهم ’’الأفضل‘‘ و’’الأمثل‘‘ للنص القرآني!؟ وما المُعالجات والتعديلات التي قد تُمكننا من الحصول على هذا الفهم!؟ وهل من الممكن تطبيقها من دون المساس بقداسة النص ومكانته الإيمانية والتَعَبُّدية!؟
تساؤلات مثيرة، وإجابات شائكة، فبعد البحث عن المُعالجات، وتطبيق المُتاح من التعديلات، وإعادة ترتيب السور والآيات، وتفكيك ما تحتويه من خطابات، ما الذي حصلنا عليه من معلومات؟ وكيف جاءت الإحصائيات؟ وما كان فيها من تحليلات؟
هذا ما سنضطلع بالإجابة عنه في الثُلث الأخير من هذا الكتاب، وذلك بالاعتماد على كتب التاريخ والتفسير، والمصادر المعتمدة لدى أغلب المسلمين، والتي ساهمت بنسبة كبيرة في تشكيل ’’المخيال‘‘ الإسلامي، وصقل المنظومات الفكرية الإسلامية.
وقد حرصنا في أثناء هذه العملية، على الابتعاد - قدر الإمكان - عن المصادر الخلافية، وأصحاب الآراء الشاذة، على رغم إقرارنا واعترافنا، بأن شُهرة المصدر، وكثرة تداول الرواية، لا تعنيان بالضرورة صحة ما جاء فيها متنا، وحقيقة انتسابها سندا، فهذا المجال عامة، تغلب عليه الاختلاقات والانتحالات ’’الغَرَضية‘‘، والتي على رغم عدم أصالتها وزيفها، فإن لذكرها وتوثيقها فائدة، فهي تفتح لنا بعض النوافذ التاريخية، وتمكننا من فهم حاجات زمن الاختلاق، وحوائج المسؤولين عن صناعته.
- الرئيسية
- »
- تفكيك الخطاب القرآني 5/1
- يباع من booksh تصفح المنتجات الأخرى
- SKUsku_6_2993
- الشحنالتوصيل العادي ,
-
توصيل
يختلف بالنسبة للمنتجات المشحونة من دولة أخرى
التسليم في غضون 4 أيام عمل - الدولةالكويت
- أيام الارجاع0 يوم
تفاصيل
اسم المؤلف محمد اليوسفي
إن لم يكن هو الأهمَّ، والأكثرَ تأثيرا، فـ’’القرآن‘‘، بلا شك، هو أحد أهم الكتب وأكثرها تأثيرا على مدى التاريخ البشري، فهو الكتاب الذي لا يزال يُقرأ بلغته الأصلية بعد مرور أكثر من ألف وأربعمائة سنة على ولادته، وهو الكتاب الذي لم تخبُ شُعلته التأثيرية طوال هذه الفترة الزمنية، واتسعت رقعة هذه الشُعلة جغرافيا، لتمتد من الشرق إلى الغرب، ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ذلك مع تضاعف أعداد الأفئدة والأرواح والعقول التي تعلّقت به، وارتبطت بآياته، فهو الكتاب الذي يؤمن بقداسته خُمس سكان هذا العالم، أي ما يُعادل المليار ونصف المليار مُسلم، يتعبّدون به في صلواتهم، ويُزخرفون بآياته مبانيهم، ويباركون بنصوصه استقبال مواليدهم، وتوديع موتاهم، وعقد زواجاتهم، وحسم طلاقاتهم، وخوض حروبهم، والركون إلى سلامهم، وهو الكتاب الذي يحميهم في السفر، ويُحافظ عليهم في المُستقر.
هو ’’القرآن‘‘، صاحب الدور المحوري والحيوي في حياة المسلمين وأفكارهم، ومشاعرهم وسلوكياتهم، وصاحب الأثر الإجباري في كل من يُخالطهم، ويضطر إلى التفاعل معهم، وتتضاعف قوة هذا التأثير، في عالم اليوم الذي أصبح شبيها بـ’’القرية الصغيرة‘‘، التي يسمع كل من فيها صدى من فيها، ويستوجب كل ’’فعل‘‘ فيها ’’ردّ فعل‘‘ فيها.
في هذا الكتاب..
سنبحث في مسألة ’’القرآن‘‘ وتاريخه، ونستدعي الإجابات عن مصادره، وعمَّن نَطَقَ به، ومن كتبه، وفي أي صورة تركهُ، وعن الكيفية التي تم فيها جمعُه، وعن أسباب حرقه، ومن ثم توحيده، والتعديلات التي أُضيفت إليه، والخلافات التي أُثيرت حوله، وانتقالها من مجال الدين ومداراته، إلى محيط السياسة ودهاليزها، ثم الدماء التي سُفكت من أجله، والمذاهب التي تَشكّلت حوله، والتفسيرات التي تضاربت في آياته، والتأويلات التي بحثت عن مُقتضياته.
وبعد استيفاء الإجابة عن هذه التساؤلات، والكشف عن تداعياتها الجليّة، سننتقل إلى محراب ’’المُصحف الإمام‘‘، وهو الصورة النهائية التي استقر عليها ’’القرآن‘‘، ونُقارن بينه وبين مخطوطاته، ونبحث عن اختلاف قراءاته، ونكشف عن التطورات التي أصابت خطوطه، والكيفية التي تم فيها ترتيب سوَره، وعن الناسخ والمنسوخ من آياته، والمُتشابه والمُحكم من أحكامه، والأعجمي والعربي من مُفرداته.
في هذا الكتاب..
لن نكتفي بشرح ’’المُصحف الإمام‘‘ وخطاباته، والتفصيل في تركيباته، بل إننا سنكشف عن أهم العوامل التي أعاقت ’’فهمه‘‘، وعرقلت ’’سرديّاته‘‘، فما الأسباب التي أعجزت هذا المُصحف عن تقديم الفهم ’’الأفضل‘‘ و’’الأمثل‘‘ للنص القرآني!؟ وما المُعالجات والتعديلات التي قد تُمكننا من الحصول على هذا الفهم!؟ وهل من الممكن تطبيقها من دون المساس بقداسة النص ومكانته الإيمانية والتَعَبُّدية!؟
تساؤلات مثيرة، وإجابات شائكة، فبعد البحث عن المُعالجات، وتطبيق المُتاح من التعديلات، وإعادة ترتيب السور والآيات، وتفكيك ما تحتويه من خطابات، ما الذي حصلنا عليه من معلومات؟ وكيف جاءت الإحصائيات؟ وما كان فيها من تحليلات؟
هذا ما سنضطلع بالإجابة عنه في الثُلث الأخير من هذا الكتاب، وذلك بالاعتماد على كتب التاريخ والتفسير، والمصادر المعتمدة لدى أغلب المسلمين، والتي ساهمت بنسبة كبيرة في تشكيل ’’المخيال‘‘ الإسلامي، وصقل المنظومات الفكرية الإسلامية.
وقد حرصنا في أثناء هذه العملية، على الابتعاد - قدر الإمكان - عن المصادر الخلافية، وأصحاب الآراء الشاذة، على رغم إقرارنا واعترافنا، بأن شُهرة المصدر، وكثرة تداول الرواية، لا تعنيان بالضرورة صحة ما جاء فيها متنا، وحقيقة انتسابها سندا، فهذا المجال عامة، تغلب عليه الاختلاقات والانتحالات ’’الغَرَضية‘‘، والتي على رغم عدم أصالتها وزيفها، فإن لذكرها وتوثيقها فائدة، فهي تفتح لنا بعض النوافذ التاريخية، وتمكننا من فهم حاجات زمن الاختلاق، وحوائج المسؤولين عن صناعته.