-
Details
اسم المؤلف عبد الباسط خليل درويش.
إن الشعوب تُعرف برجالها ونسائها، وتشتهر بزعمائها، وتظهر إمتيازاتها بما دُوِّن من تاريخها، فالتاريخ يكشف خيرة الشعوب وأشرارها، وسيئات الناس وصالح أعمالها، وفي كلِّ خير إذا اتعظنا به، فنبتعد عن السيئات ولا نطرُق أبوابها، ونعتبر بما أصاب الأمم بسبب شرِّ أعمالها، ونترسم ما حققته لأجيالها، لنمشي على الدرب الذي عبدته عقلاؤها، ومشت الأجيال عليه بالأمس بكمالها، حتى تنهض أجيال اليوم لتلتحق بأجيال الأمس وتسير بركابها، وليصل أجيال الغد إلى سعادة الأمة ببلوغ ذروة حضارتها، وقد وعينا كلّ ما دار حولنا من أحداث جسام، وأهوال عظام، ولم يكن لنا ما نتسلّى به إلاّ بمراجعة التاريخ (من السلوان وليس من التسلية) إلاّ بالرجوع إلى أمم سبقتنا قروناً طويلة، لننظر أآمنت فجزاها الله تعالى السعادة في الدنيا فنترسم خطاها؟... أم كفرت بأنعمه فعذبها ودمرها؟.
وحذَّرنا السير وراءها، فنحن سنبتعد عنها كلّ الإبتعاد، نرجو السلامة في الدنيا والآخرة، فنجد ذلك مُسطراً في القرآن الكريم، فكان سلوة قلوبنا من التفكير الممل، وجلاء صدورنا من الهمّ والحزن، فنأخذ من القرآن الكريم العبرة في سرد الأحداث الأمم السابقة وقصص الأقوام البائدة، وهذا هو التاريخ، ولما كان القرآن الكريم هو الأصل الصحيح في الإعتماد عليه في نقل أخبار الأمم السابقة، فكان علينا أن نأخذ تأريخ الأمم بحذافيره من القرآن العظيم، ومن سنَّة خاتم الأنبياء والمرسلين، وهكذا فعل المؤرخون الأوائل، ودرج عليه الإخباريون الأماثل.
(قلت): إذا وعينا التأريخ واستلهمنا ما جاء به وأخذنا منه ما يصلح بعض أحوالنا، ويصحح لنا بعض مجرى حياتنا، من غير مساس بأحكام الله تعالى، عند ذلك نصل إلى الحضارة والتقدم والمدنية المنشودة، فالتاريخ هو باعث الأمم من سُباتها، وقائدها إلى طريق فلاحها، إن التزمت نهج ربّها وطبقت أحكام الله تعالى بحذافيرها.
-
Sold by
booksh
See other items
- SKUsku_38_7700
- ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
-
Delivery
Varies for items shipped from an international location
Delivery within 4 business days
- CountryKuwait
- Return0 days
Details
اسم المؤلف عبد الباسط خليل درويش.
إن الشعوب تُعرف برجالها ونسائها، وتشتهر بزعمائها، وتظهر إمتيازاتها بما دُوِّن من تاريخها، فالتاريخ يكشف خيرة الشعوب وأشرارها، وسيئات الناس وصالح أعمالها، وفي كلِّ خير إذا اتعظنا به، فنبتعد عن السيئات ولا نطرُق أبوابها، ونعتبر بما أصاب الأمم بسبب شرِّ أعمالها، ونترسم ما حققته لأجيالها، لنمشي على الدرب الذي عبدته عقلاؤها، ومشت الأجيال عليه بالأمس بكمالها، حتى تنهض أجيال اليوم لتلتحق بأجيال الأمس وتسير بركابها، وليصل أجيال الغد إلى سعادة الأمة ببلوغ ذروة حضارتها، وقد وعينا كلّ ما دار حولنا من أحداث جسام، وأهوال عظام، ولم يكن لنا ما نتسلّى به إلاّ بمراجعة التاريخ (من السلوان وليس من التسلية) إلاّ بالرجوع إلى أمم سبقتنا قروناً طويلة، لننظر أآمنت فجزاها الله تعالى السعادة في الدنيا فنترسم خطاها؟... أم كفرت بأنعمه فعذبها ودمرها؟.
وحذَّرنا السير وراءها، فنحن سنبتعد عنها كلّ الإبتعاد، نرجو السلامة في الدنيا والآخرة، فنجد ذلك مُسطراً في القرآن الكريم، فكان سلوة قلوبنا من التفكير الممل، وجلاء صدورنا من الهمّ والحزن، فنأخذ من القرآن الكريم العبرة في سرد الأحداث الأمم السابقة وقصص الأقوام البائدة، وهذا هو التاريخ، ولما كان القرآن الكريم هو الأصل الصحيح في الإعتماد عليه في نقل أخبار الأمم السابقة، فكان علينا أن نأخذ تأريخ الأمم بحذافيره من القرآن العظيم، ومن سنَّة خاتم الأنبياء والمرسلين، وهكذا فعل المؤرخون الأوائل، ودرج عليه الإخباريون الأماثل.
(قلت): إذا وعينا التأريخ واستلهمنا ما جاء به وأخذنا منه ما يصلح بعض أحوالنا، ويصحح لنا بعض مجرى حياتنا، من غير مساس بأحكام الله تعالى، عند ذلك نصل إلى الحضارة والتقدم والمدنية المنشودة، فالتاريخ هو باعث الأمم من سُباتها، وقائدها إلى طريق فلاحها، إن التزمت نهج ربّها وطبقت أحكام الله تعالى بحذافيرها.