Details
اسم المؤلف صلاح بوسريف
حَدَاثَةُ الكِتَابَةِ، كَمَا أذْهَبُ إِلَيْهَا، هُنَا، في هذه البَيَاناتِ، هِيَ الشِّعْرُ فِي هذا الامْتِدَادِ الواسِع، فِي هذهِ الزُّرْقَةِ اللَّانِهَائِيَةِ، وهِي، في جَوْهَرِهَا، هَذِهِ الاسْتِعارَةُ الكَوْنِيَةُ الكُبْرَى، وَهِي تُنْصِتُ لِكَيْنُونَةِ الإنْسَانِ، ولِقَلَقِهِ الوُجُودِيّ، وَما اعْتَراهُ مِنْ حُمَّى الكِتَابَةِ ورَعَشَاتِهَا. فَهِيَ بِقَدْرِ ما تَعُودُ إلى البِدَايَاتِ، بتَعْبِير نِيتْشَه، فَهِيَ تَسْتَنْفِرُ اللُّغَةَ، فِي كُلِّيَتِها، اللُّغَة دُونَ تَمْيِيزٍ بَيْنَ ما يَقْبَلَهُ الشِّعْرُ ومَا يَنْفُرُ مِنْهُ، أو بَيْنَ مَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ نَثْراً، ومَا يَصْلُحُ أَنْ يَكونَ شِعْراً. أعْنِي اللُّغَة وَهِي تَبْتَنِي شِعْرِيَتَها فِي النَّصِّ وبالنَّصّ، ولَيْسَ خَارِجَهُ، وهِي شِعْرِيَةٌ، لا يُمْكِنُ فَصْلُها عَنِ الذَّاتِ الشَّاعِرَةِ، وعَنِ اليَدِ الَّتِي تَكْتُب. شِعْرِيَةٌ تَحْدُثُ إِبَّانَ الكِتَابَةِ، لا هِيَ قَبْل، ولا هِيَ بَعْدُ. افْتِراضُ اللُّغَةِ في حَداثَةِ الكِتَابَةِ، باعْتِبارِهَا قَبْلاً، هُو إفْراغٌ للنَّصِّ مِنْ إيقاعَاتِهِ، ومن أخِيلَتِهِ، أيْ مِنْ أهَمِّ دَوالِّهِ البَانِيَة لِنَصّهِ، الَّذِي يَتَنافَى، هُنَا، مع الخِطَابِ كَمَفْهُومٍ شَفَاهِيّ، يُشِيرُ إلى الصَّوْتِ، لا إلَى الصَّفْحَةِ الَّتِي فِيها يَتِمّ نَسْجُ النَّصِّ، وكِتَابَتُهُ، أَيْ بِنَاؤُهُ، بِكُل ما يَتَقَاطَعُ فِيهِ مِنْ دَوَالّ، الصَّوْتُ فِيها، هَوَ أحَدُ بَقَايَا الوَزْنِ، أو مَا يَدُلُّ عَلَى مَاضِي اللِّسَانِ، حِينَ كَانَ هُومِير يَرْوِي شِعْرَهُ، باعْتِبارِهِ سَرْدِيَةً، تَنْتَقِلُ مِن اللِّسان إلى الأُذُنِ.
- Home
- »
- Arabic Book
- Sold by booksh See other items
- SKUsku_32_5308
- ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
-
Delivery
Varies for items shipped from an international location
Delivery within 4 business days - CountryKuwait
- Return0 days
Details
اسم المؤلف صلاح بوسريف
حَدَاثَةُ الكِتَابَةِ، كَمَا أذْهَبُ إِلَيْهَا، هُنَا، في هذه البَيَاناتِ، هِيَ الشِّعْرُ فِي هذا الامْتِدَادِ الواسِع، فِي هذهِ الزُّرْقَةِ اللَّانِهَائِيَةِ، وهِي، في جَوْهَرِهَا، هَذِهِ الاسْتِعارَةُ الكَوْنِيَةُ الكُبْرَى، وَهِي تُنْصِتُ لِكَيْنُونَةِ الإنْسَانِ، ولِقَلَقِهِ الوُجُودِيّ، وَما اعْتَراهُ مِنْ حُمَّى الكِتَابَةِ ورَعَشَاتِهَا. فَهِيَ بِقَدْرِ ما تَعُودُ إلى البِدَايَاتِ، بتَعْبِير نِيتْشَه، فَهِيَ تَسْتَنْفِرُ اللُّغَةَ، فِي كُلِّيَتِها، اللُّغَة دُونَ تَمْيِيزٍ بَيْنَ ما يَقْبَلَهُ الشِّعْرُ ومَا يَنْفُرُ مِنْهُ، أو بَيْنَ مَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ نَثْراً، ومَا يَصْلُحُ أَنْ يَكونَ شِعْراً. أعْنِي اللُّغَة وَهِي تَبْتَنِي شِعْرِيَتَها فِي النَّصِّ وبالنَّصّ، ولَيْسَ خَارِجَهُ، وهِي شِعْرِيَةٌ، لا يُمْكِنُ فَصْلُها عَنِ الذَّاتِ الشَّاعِرَةِ، وعَنِ اليَدِ الَّتِي تَكْتُب. شِعْرِيَةٌ تَحْدُثُ إِبَّانَ الكِتَابَةِ، لا هِيَ قَبْل، ولا هِيَ بَعْدُ. افْتِراضُ اللُّغَةِ في حَداثَةِ الكِتَابَةِ، باعْتِبارِهَا قَبْلاً، هُو إفْراغٌ للنَّصِّ مِنْ إيقاعَاتِهِ، ومن أخِيلَتِهِ، أيْ مِنْ أهَمِّ دَوالِّهِ البَانِيَة لِنَصّهِ، الَّذِي يَتَنافَى، هُنَا، مع الخِطَابِ كَمَفْهُومٍ شَفَاهِيّ، يُشِيرُ إلى الصَّوْتِ، لا إلَى الصَّفْحَةِ الَّتِي فِيها يَتِمّ نَسْجُ النَّصِّ، وكِتَابَتُهُ، أَيْ بِنَاؤُهُ، بِكُل ما يَتَقَاطَعُ فِيهِ مِنْ دَوَالّ، الصَّوْتُ فِيها، هَوَ أحَدُ بَقَايَا الوَزْنِ، أو مَا يَدُلُّ عَلَى مَاضِي اللِّسَانِ، حِينَ كَانَ هُومِير يَرْوِي شِعْرَهُ، باعْتِبارِهِ سَرْدِيَةً، تَنْتَقِلُ مِن اللِّسان إلى الأُذُنِ.