Details
اسم المؤلف ألفريد ج. بتلر
اسم المترجم محمد فريد أبو حديد بك
إن كتابةَ تاريخ الفتح العربي لمصر لم يُعالج – من قِبَل المؤلف – على أنه حادثٌ منقطعُ العَلاقة بسائرِ حوادث التاريخ، بل على أنه حادثٌ لا يظهر خطرُه ولا تتضح حقيقته إلا إذا قُرِنَ بالأحداث التّاريخية الكبرى التي ساقت دولتي الروم والفرس القديمتين إلى الاصطدام بالدّولة العربية الناشئة.
إن الروح العادلة التي حدت بالمؤلفِ إلى نصرةِ الحقِّ في جانبِ أمة القبط، حدت به كذلك إلى نصرةِ الحقِّ في جانبِ أمة العرب، فلم يحاول أن يخفي من فضائلها شيئًا. أو يعكرَ من صفو سيرتها في مدّة فتح مصر، بل كان عادلًا في وصفِ الأفراد والمجموع
إن هذا الكتابَ له قيمةٌ خاصةٌ لسببٍ آخر فوقَ ما سبق لنا بيانه، وذلك أن تواريخَ العرب وفتوحهم لم يتناولها إلى الآن كاتبٌ حصر همَّه في ميدان محدود وبحث فيه بحثًا مستفيضًا، كما فعل مؤلف هذا الكتاب. فنجد كثيرًا من الكتبِ تصف سيرةَ العرب إجمالًا، وتتعرضُ إلى فتح مصر في قولٍ موجزٍ لا يزيد على عشرات من الصَّفحات، وأكثر هؤلاء المؤرّخين إنما يرجعون إلى ما كتبه العربُ في دواوين أخبارهم. غير أن هذا الكتابَ الذي بين أيدينا لا يتناول إلا فتح العرب لمصر، وهو في أكثر من خمسمائة صفحةٍ، وقد رجع مؤلفُه إلى أسانيدِ القبطِ والأرمن والسوريان واللاتين وغيرهم، كما رجع إلى مؤلفات العربِ، فكانت نظرتُه من غير جانبٍ واحد، ولهذا نراه أقرب إلى التَّمحيص، وأحرى بأن يكونَ قد أصاب القصدَ
- Home
- »
- Arabic Book
- Sold by booksh See other items
- SKUsku_39_5168
- ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
-
Delivery
Varies for items shipped from an international location
Delivery within 4 business days - CountryKuwait
- Return0 days
Details
اسم المؤلف ألفريد ج. بتلر
اسم المترجم محمد فريد أبو حديد بك
إن كتابةَ تاريخ الفتح العربي لمصر لم يُعالج – من قِبَل المؤلف – على أنه حادثٌ منقطعُ العَلاقة بسائرِ حوادث التاريخ، بل على أنه حادثٌ لا يظهر خطرُه ولا تتضح حقيقته إلا إذا قُرِنَ بالأحداث التّاريخية الكبرى التي ساقت دولتي الروم والفرس القديمتين إلى الاصطدام بالدّولة العربية الناشئة.
إن الروح العادلة التي حدت بالمؤلفِ إلى نصرةِ الحقِّ في جانبِ أمة القبط، حدت به كذلك إلى نصرةِ الحقِّ في جانبِ أمة العرب، فلم يحاول أن يخفي من فضائلها شيئًا. أو يعكرَ من صفو سيرتها في مدّة فتح مصر، بل كان عادلًا في وصفِ الأفراد والمجموع
إن هذا الكتابَ له قيمةٌ خاصةٌ لسببٍ آخر فوقَ ما سبق لنا بيانه، وذلك أن تواريخَ العرب وفتوحهم لم يتناولها إلى الآن كاتبٌ حصر همَّه في ميدان محدود وبحث فيه بحثًا مستفيضًا، كما فعل مؤلف هذا الكتاب. فنجد كثيرًا من الكتبِ تصف سيرةَ العرب إجمالًا، وتتعرضُ إلى فتح مصر في قولٍ موجزٍ لا يزيد على عشرات من الصَّفحات، وأكثر هؤلاء المؤرّخين إنما يرجعون إلى ما كتبه العربُ في دواوين أخبارهم. غير أن هذا الكتابَ الذي بين أيدينا لا يتناول إلا فتح العرب لمصر، وهو في أكثر من خمسمائة صفحةٍ، وقد رجع مؤلفُه إلى أسانيدِ القبطِ والأرمن والسوريان واللاتين وغيرهم، كما رجع إلى مؤلفات العربِ، فكانت نظرتُه من غير جانبٍ واحد، ولهذا نراه أقرب إلى التَّمحيص، وأحرى بأن يكونَ قد أصاب القصدَ