Details
اسم المؤلف حمودة إسماعيلي
هل ما يزال للفلسفة شيء تقوله، وذلك بعدما قتلها مارتن هايدغر؟ ففي حواره مع مجلة دير شبيغل بسبتمبر (أيلول) 1966، ذكر بأنه انطلاقا من تأمل مطوّل: «الفلسفة لن تكون قادرة على إحداث تغيير مباشر بالحالة الراهنة للعالم»، معلنا إثر ذلك عن نهاية الفلسفة! وبتساؤل الصحفيين رودولف وجورج: «أتعتقد بأن فعالية الفلسفة وصلت لنهايتها؟»، وضح هايدغر بأن «الدور الذي لعبته الفلسفة لحد الآن استولى عليه العلم اليوم»، و«بنظرك من أخذ مكانة الفلسفة اليوم؟» يجيب هايدغر: «السيبرنتيقا (علم المكننة الحوسبية أو الذكاء الصناعي)». وكان قبل ذلك قد ذكر بأن «الفلسفة (حاليا) تذوب داخل العلوم المتفردة: علم النفس، المنطق، وعلم السياسة». موقف لاكان من الفلسفة لا يختلف عن موقف هايدغر، فهو الذي قال: «أنا أمقت الفلسفة، فمنذ زمن طويل لم تقل شيئا يدعو للاهتمام، مُراهنا على ما يمكن أن يقوله التحليل النفسي من منطلقاته الراديكاليةـ التي لم تنحرف عن ضيعة فرويد، بنظر لاكان. لكن إذا علمنا كما سبق وأسلفت، بأن التحليل يقول ـ بنظر لاكان، طالما أن الفلسفة لا تقول ـ ألا يشير هذا إلى أنها (الفلسفة) تعود بالرغم من ذلك لتقول ما انفلت من التحليل خلال مساره، ولم يقله؛ أو ما لم يدفع الشخص المتكلم/ المريض للإفصاح عنه؟ هنا نلمس رهانات مستجدة حيث لم تعد للفلسفة غاية (موت فلسفة الأفق والمثال والوعد مع التاريخ البعيد) لتسمح بظهور «الفلسفة دون غاية»، فلسفة آنية وهامشية كتلك التي يتتبعها ميشيل مافيزولي.
- Home
- »
- Arabic Book
- Sold by booksh See other items
- SKUsku_43_4756
- ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
-
Delivery
Varies for items shipped from an international location
Delivery within 4 business days - CountryKuwait
- Return0 days
Details
اسم المؤلف حمودة إسماعيلي
هل ما يزال للفلسفة شيء تقوله، وذلك بعدما قتلها مارتن هايدغر؟ ففي حواره مع مجلة دير شبيغل بسبتمبر (أيلول) 1966، ذكر بأنه انطلاقا من تأمل مطوّل: «الفلسفة لن تكون قادرة على إحداث تغيير مباشر بالحالة الراهنة للعالم»، معلنا إثر ذلك عن نهاية الفلسفة! وبتساؤل الصحفيين رودولف وجورج: «أتعتقد بأن فعالية الفلسفة وصلت لنهايتها؟»، وضح هايدغر بأن «الدور الذي لعبته الفلسفة لحد الآن استولى عليه العلم اليوم»، و«بنظرك من أخذ مكانة الفلسفة اليوم؟» يجيب هايدغر: «السيبرنتيقا (علم المكننة الحوسبية أو الذكاء الصناعي)». وكان قبل ذلك قد ذكر بأن «الفلسفة (حاليا) تذوب داخل العلوم المتفردة: علم النفس، المنطق، وعلم السياسة». موقف لاكان من الفلسفة لا يختلف عن موقف هايدغر، فهو الذي قال: «أنا أمقت الفلسفة، فمنذ زمن طويل لم تقل شيئا يدعو للاهتمام، مُراهنا على ما يمكن أن يقوله التحليل النفسي من منطلقاته الراديكاليةـ التي لم تنحرف عن ضيعة فرويد، بنظر لاكان. لكن إذا علمنا كما سبق وأسلفت، بأن التحليل يقول ـ بنظر لاكان، طالما أن الفلسفة لا تقول ـ ألا يشير هذا إلى أنها (الفلسفة) تعود بالرغم من ذلك لتقول ما انفلت من التحليل خلال مساره، ولم يقله؛ أو ما لم يدفع الشخص المتكلم/ المريض للإفصاح عنه؟ هنا نلمس رهانات مستجدة حيث لم تعد للفلسفة غاية (موت فلسفة الأفق والمثال والوعد مع التاريخ البعيد) لتسمح بظهور «الفلسفة دون غاية»، فلسفة آنية وهامشية كتلك التي يتتبعها ميشيل مافيزولي.