Details
اسم المؤلف غادة السمان
"فلنصل.. من أجل الجارية التي تعشق أصفادها.. من أجل الجارية التي تجلد.. لسنا ندري من أي كهف اعتادت على أن تجلد، لكننا نسمع استسلامها الدامع المتأوه.. رمينا لها بالحبال بسقتا.. صهرنا لها لسلاسل، عادت تجدلها لسيد كي يقيها من جديد.. لأنها تخاف أن تحيا.. لأنها أجبن من أن تحمل مسؤولية الحياة.. ماذا أقول؟! بعد زفرات ملايين النساء الموؤودات عند أفق ما... بعد حزن أجيال ترسب في صدورنا كالدخان الثقيل، بعد تلهف أجيال على مشاركة الرجل في وجوده الإنساني، تكرمنا السلطات وتدعونا لممارسة حياتنا الإنسانية، فتمنحنا شرف الواجب وشرف المسؤولية، ثم ترفض؟ ماذا أقول؟! الجبان وحده يرفض أن يحيا، والحياة مسؤولية، والمسؤولية واجب لا متعة... فلنصل من أجل اللواتي يتهمن الإسلام بتحقيرنا.. وهو الذي انتشلنا من الصحارى حيث كنا ندفن كالجيف. لا تلمس جباهنا السحاب إلا إذا نهشتنا النسور وطارت بنا إلى كهوف الرعب والهوان.. وهو الذي حرّم علينا أن نكون دمى تزين الموائد، وسلعاً لإله البترول وفراشات لمصابيح سوق الزور الملونة. فلنصل من أجل الفراشة التي ترفض شرنقتها لتخرج ولتواجه العاصفة... فقد اعتادت على أن تكون دودة سجينة. فلنصل من أجل عذارى جزر الخوف وكوفها المرجانية الضبابية.. من يجابه العاصفة.. والحياة عاصفة.. واللؤلؤ اختار الأعماق منذ أعوام سحيقة.. واللؤلؤ لنا وحدنا.. وعذارى جزر الخوف ما زلن يجدلنا الإشاعات والشعر الحرير.. وعذارى جزر الخوف قررن الهرب من المعركة..". في مقالاتها دعوة إلى النهوض، إلى السير باتجاه الضوء ورفض العتمة. في مقالاتها غادة السمان شحنات تستثير الكرامة تستثير الهمة الراكدة في بحيرات الجهل. تأتي مجموعة هذه المقالات في سلسلة الأعمال غير الكاملة تحت عنوان "امرأة عربية.. حرة" وقد كتبتها منذ زمن، وهي تجمع كمقالاتها وكتاباتها عامة بين جزالة الأسلوب وعمق المعاني وبساطة الكلمات. مقالات كتبت منذ زمن إلا أنها من النمط الباقي دائماً.
- Home
- »
- Arabic Book
- Sold by booksh See other items
- SKUsku_15_6525
- ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
-
Delivery
Varies for items shipped from an international location
Delivery within 4 business days - CountryKuwait
- Return0 days
Details
اسم المؤلف غادة السمان
"فلنصل.. من أجل الجارية التي تعشق أصفادها.. من أجل الجارية التي تجلد.. لسنا ندري من أي كهف اعتادت على أن تجلد، لكننا نسمع استسلامها الدامع المتأوه.. رمينا لها بالحبال بسقتا.. صهرنا لها لسلاسل، عادت تجدلها لسيد كي يقيها من جديد.. لأنها تخاف أن تحيا.. لأنها أجبن من أن تحمل مسؤولية الحياة.. ماذا أقول؟! بعد زفرات ملايين النساء الموؤودات عند أفق ما... بعد حزن أجيال ترسب في صدورنا كالدخان الثقيل، بعد تلهف أجيال على مشاركة الرجل في وجوده الإنساني، تكرمنا السلطات وتدعونا لممارسة حياتنا الإنسانية، فتمنحنا شرف الواجب وشرف المسؤولية، ثم ترفض؟ ماذا أقول؟! الجبان وحده يرفض أن يحيا، والحياة مسؤولية، والمسؤولية واجب لا متعة... فلنصل من أجل اللواتي يتهمن الإسلام بتحقيرنا.. وهو الذي انتشلنا من الصحارى حيث كنا ندفن كالجيف. لا تلمس جباهنا السحاب إلا إذا نهشتنا النسور وطارت بنا إلى كهوف الرعب والهوان.. وهو الذي حرّم علينا أن نكون دمى تزين الموائد، وسلعاً لإله البترول وفراشات لمصابيح سوق الزور الملونة. فلنصل من أجل الفراشة التي ترفض شرنقتها لتخرج ولتواجه العاصفة... فقد اعتادت على أن تكون دودة سجينة. فلنصل من أجل عذارى جزر الخوف وكوفها المرجانية الضبابية.. من يجابه العاصفة.. والحياة عاصفة.. واللؤلؤ اختار الأعماق منذ أعوام سحيقة.. واللؤلؤ لنا وحدنا.. وعذارى جزر الخوف ما زلن يجدلنا الإشاعات والشعر الحرير.. وعذارى جزر الخوف قررن الهرب من المعركة..". في مقالاتها دعوة إلى النهوض، إلى السير باتجاه الضوء ورفض العتمة. في مقالاتها غادة السمان شحنات تستثير الكرامة تستثير الهمة الراكدة في بحيرات الجهل. تأتي مجموعة هذه المقالات في سلسلة الأعمال غير الكاملة تحت عنوان "امرأة عربية.. حرة" وقد كتبتها منذ زمن، وهي تجمع كمقالاتها وكتاباتها عامة بين جزالة الأسلوب وعمق المعاني وبساطة الكلمات. مقالات كتبت منذ زمن إلا أنها من النمط الباقي دائماً.