Details
من الصعبِ فهم إيران دون فهم التشيُّع والإحاطة به، ليس من حيث هو مذهب فقهي، بل من حيث هو مذهب سياسي، ومن يدرس تاريخ التَّشيع والشيعة من حيث هي (جماعة سياسيَّة) عايشت المظلومية التاريخية عبر ما يقارب الألف عام، ربما يستطيع تلمُّس الدوافع الأيديولوجية للسلوك السياسي الشيعي.
لقد حكم العثمانيون الأتراك - العراق كمثال - أربعة قرون عملوا خلالها على عزل الشيعة تمامًا عن كل المؤسسات المؤثرة في مسار الحكم والتشريع والدفاع والثقافة على الرغم من كون الشيعة في العراق تشكل (الأغلبية) هناك، هذه الحالة من العزل والنبذ التي مارسها الأتراك في العراق ضد الشيعة هي التي حوَّلت الشيعة إلى حضن دافئ لكل الحركات الثورية المعارضة في العراق وجوارها، وهي التي عزَّزت البناء المنطقي للتفكير الطائفي لدى معظم الناشطين في العراق، لذلك ستلاحظ أنَّ الإدارات العامة التي تدير القضاء والخدمات (تعليم - تطبيب - ري - جمارك - وغيرها) نشأت بمعزل عن الشيعة، أما الجيش والشُّرطة والأمن فكانت مناطق محرمة على الشيعة في العراق خلال حكم الأتراك الذي طال أربعمائة عام، فكيف نتوقع موقف الشيعة في العراق إزاء (الدولة والحكومة) بعد كل هذا؟ هذا النسق نفسه في العلاقة بين (الحوزة العلمية) في قم و(الحکومة) في طهران خلال عهد الشاه رضا وابنه محمد رضا بهلوي.
- Home
- »
- Iran and the Gulf: The Dialectics of Integration and Renunciation
- Sold by Bookstore See other items
- SKUsku_34_4400
- ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
-
Delivery
Varies for items shipped from an international location
Delivery within 4 business days - CountryKuwait
- Return0 days
Details
من الصعبِ فهم إيران دون فهم التشيُّع والإحاطة به، ليس من حيث هو مذهب فقهي، بل من حيث هو مذهب سياسي، ومن يدرس تاريخ التَّشيع والشيعة من حيث هي (جماعة سياسيَّة) عايشت المظلومية التاريخية عبر ما يقارب الألف عام، ربما يستطيع تلمُّس الدوافع الأيديولوجية للسلوك السياسي الشيعي.
لقد حكم العثمانيون الأتراك - العراق كمثال - أربعة قرون عملوا خلالها على عزل الشيعة تمامًا عن كل المؤسسات المؤثرة في مسار الحكم والتشريع والدفاع والثقافة على الرغم من كون الشيعة في العراق تشكل (الأغلبية) هناك، هذه الحالة من العزل والنبذ التي مارسها الأتراك في العراق ضد الشيعة هي التي حوَّلت الشيعة إلى حضن دافئ لكل الحركات الثورية المعارضة في العراق وجوارها، وهي التي عزَّزت البناء المنطقي للتفكير الطائفي لدى معظم الناشطين في العراق، لذلك ستلاحظ أنَّ الإدارات العامة التي تدير القضاء والخدمات (تعليم - تطبيب - ري - جمارك - وغيرها) نشأت بمعزل عن الشيعة، أما الجيش والشُّرطة والأمن فكانت مناطق محرمة على الشيعة في العراق خلال حكم الأتراك الذي طال أربعمائة عام، فكيف نتوقع موقف الشيعة في العراق إزاء (الدولة والحكومة) بعد كل هذا؟ هذا النسق نفسه في العلاقة بين (الحوزة العلمية) في قم و(الحکومة) في طهران خلال عهد الشاه رضا وابنه محمد رضا بهلوي.