Details
اسم المؤلف بسام حجار
في مجموعته الشعرية "تفسير الرخام" يعاود بسام حجار الإشتغال في قصائده انطلاقاً من ثيمته الخاصة به، الأصلية في كل أعماله، والتي يختصرها قوله "لم أدر ماذا أقول" وبناء على هذه العبارة، يصبح الشعر عنده، أيقونة للموت، وبه تنكتب قصائده وبه تتحقق. في الكتاب قصائد جنائزية تكشف عن عري الكائن "ذات الشاعر" حيال الموت، وكأنه مصيره الأوحد، وموضوع انتصاره وتأمله في آن. وبمعنى آخر، يتعمد حجار طرح السؤال الوجودي حوا واحدية الأنا أو تعددها، ويرصد الإلتباس الأزلي بين الأنا وظلالها، بين الوجود والكينونة. إنه مأخوذ بهذه الإشكالية، وهو يصر في معظم قصائده لهذا الفاصل والتمايز بين شخصه والشاعر الذي يحمل إسمه، وها هو يقول في "تفسير الرخام": "الظل الذي كنته، أو ذاك الذي كان يصحبني لأعوام/ وتنقضي الأعوام/ كحوار صامتٍ/ كحافلة مسرعة،/ أمامي/ مكتظةٍ بالمقيمين من دوني، هنا،/ أو هناك/ كأنها ذكريات الشخص/ الذي وددت أن أكونه(...)". وربما لهذا السبب يمكن القول أن هذه المجموعة المؤلفة من ثلاث قصائد، كتبها شخوص ثلاثة. القصيدة الأولى طلم يقل لي أحد ما معنى الأسى" تطلع بصوت الأم المتوفاة، لتقول إقامتها في القبر، تحت الشاهد الحجري الرخام. أي أن صوت الشاعر وشخصه متواريان وراء ضمير المتكلم (المرأة المتوفاة). أما القصيدة الثانية "مزار بجنب الطريق" فمكتوبة بصوت الشاعر من دون مواريته. وهي أيضاً عن حال الحجر وصفاته. والقصيدة الثالثة "تفسير الرخام" مدونه بصوت بسام حجار، فهو، لا الشاعر الذي بمقدوره القول "ولا أبالي –حين أنظر ساهياً، بي أنا الذي لا يبالي..." وكأنه يريد نكران صلته بالشاعر، والتنصل من مسؤولية ما يقترفه هذا الشاعر معلناً "لا أبالي.. لكلامي الذي لا أدري ماذا يقول منذ أعوام طويلة". وهكذا تبدو قصائد بسام حجار أنطولوجيا للموت والغناء نثرت عبر صفحات كتاب.
- Home
- »
- Arabic Book
- Sold by booksh See other items
- SKUsku_34_1620
- ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
-
Delivery
Varies for items shipped from an international location
Delivery within 4 business days - CountryKuwait
- Return0 days
Details
اسم المؤلف بسام حجار
في مجموعته الشعرية "تفسير الرخام" يعاود بسام حجار الإشتغال في قصائده انطلاقاً من ثيمته الخاصة به، الأصلية في كل أعماله، والتي يختصرها قوله "لم أدر ماذا أقول" وبناء على هذه العبارة، يصبح الشعر عنده، أيقونة للموت، وبه تنكتب قصائده وبه تتحقق. في الكتاب قصائد جنائزية تكشف عن عري الكائن "ذات الشاعر" حيال الموت، وكأنه مصيره الأوحد، وموضوع انتصاره وتأمله في آن. وبمعنى آخر، يتعمد حجار طرح السؤال الوجودي حوا واحدية الأنا أو تعددها، ويرصد الإلتباس الأزلي بين الأنا وظلالها، بين الوجود والكينونة. إنه مأخوذ بهذه الإشكالية، وهو يصر في معظم قصائده لهذا الفاصل والتمايز بين شخصه والشاعر الذي يحمل إسمه، وها هو يقول في "تفسير الرخام": "الظل الذي كنته، أو ذاك الذي كان يصحبني لأعوام/ وتنقضي الأعوام/ كحوار صامتٍ/ كحافلة مسرعة،/ أمامي/ مكتظةٍ بالمقيمين من دوني، هنا،/ أو هناك/ كأنها ذكريات الشخص/ الذي وددت أن أكونه(...)". وربما لهذا السبب يمكن القول أن هذه المجموعة المؤلفة من ثلاث قصائد، كتبها شخوص ثلاثة. القصيدة الأولى طلم يقل لي أحد ما معنى الأسى" تطلع بصوت الأم المتوفاة، لتقول إقامتها في القبر، تحت الشاهد الحجري الرخام. أي أن صوت الشاعر وشخصه متواريان وراء ضمير المتكلم (المرأة المتوفاة). أما القصيدة الثانية "مزار بجنب الطريق" فمكتوبة بصوت الشاعر من دون مواريته. وهي أيضاً عن حال الحجر وصفاته. والقصيدة الثالثة "تفسير الرخام" مدونه بصوت بسام حجار، فهو، لا الشاعر الذي بمقدوره القول "ولا أبالي –حين أنظر ساهياً، بي أنا الذي لا يبالي..." وكأنه يريد نكران صلته بالشاعر، والتنصل من مسؤولية ما يقترفه هذا الشاعر معلناً "لا أبالي.. لكلامي الذي لا أدري ماذا يقول منذ أعوام طويلة". وهكذا تبدو قصائد بسام حجار أنطولوجيا للموت والغناء نثرت عبر صفحات كتاب.