
Details
اسم المؤلف محمد الماغوط
الماغوط يحكي عن مسرحيته: في العام 1963 كتبت "العصفور الأحدب". وقد أخذت مني أقل من عشرة أيام. وكنت قد كتبتها كقصيدة ثم حولتها إلى مسرحية، بعد أن تعددت الأصوات، أصوات كانت تريد الصراخ فأفسحت لها المجال واتخذت هيئة أبطال فيما بعد. ولكن الشعر ظل يتدفق في عروق المسرحية، كهذا المقطع مثلاً: لا تفكر كثيراً أيها الأمير الشاب لا تضربْنا بالسياط انفخ علينا فقط لتسقطَ جلودنا كدهان الطاولات أو أرسلْنا في عرباتٍ مطفأةٍ إلى السجون حتى العصافير هناك تحلّق وأعشاشُها في أعناقها حتى الرفاق الصغار يمرحون عند الأصيل وأكفانهم ملفوفةٌ مع ورق الزكام أو اضربنا، اضربنا حتى تنكسرَ القصبةُ ويسيلُ الدم على الراحتين فجلودنا القديمة معبَّأةٌ في جيوبنا وأهدابنا الرائعةُ أكواخٌ للعصافير. لست مختصاً بالمسرح، ولا يهمني إذا كانت هذه المسرحية شعراً أم لا. أرغب بإلغاء المسافة بين كل الأجناس الإبداعية. ومازلت أعتقد بأن جميع أجنحة الفن في العالم العربي مهيضة، وإذا اعتبرنا هذه المسرحية جناحاً شعرياً آخر، فلا بد من ذكر ملاحظة، وهي أنه جناح يقطر دماً أكثر من كل قصائدي السابقة، لأنني كنت خلالها، أبحث وأقارع أشياء كثيرة. إلا أن هذه المسرحية رغم جوها المأساوي، يمكن اعتبارها مشروع ابتسامة صفراء.
- Home
- »
- Arabic Book
-
Sold by
booksh
See other items
- SKUsku_4_5968
- ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
-
Delivery
Varies for items shipped from an international location
Delivery within 4 business days - CountryKuwait
- Return0 days
Details
اسم المؤلف محمد الماغوط
الماغوط يحكي عن مسرحيته: في العام 1963 كتبت "العصفور الأحدب". وقد أخذت مني أقل من عشرة أيام. وكنت قد كتبتها كقصيدة ثم حولتها إلى مسرحية، بعد أن تعددت الأصوات، أصوات كانت تريد الصراخ فأفسحت لها المجال واتخذت هيئة أبطال فيما بعد. ولكن الشعر ظل يتدفق في عروق المسرحية، كهذا المقطع مثلاً: لا تفكر كثيراً أيها الأمير الشاب لا تضربْنا بالسياط انفخ علينا فقط لتسقطَ جلودنا كدهان الطاولات أو أرسلْنا في عرباتٍ مطفأةٍ إلى السجون حتى العصافير هناك تحلّق وأعشاشُها في أعناقها حتى الرفاق الصغار يمرحون عند الأصيل وأكفانهم ملفوفةٌ مع ورق الزكام أو اضربنا، اضربنا حتى تنكسرَ القصبةُ ويسيلُ الدم على الراحتين فجلودنا القديمة معبَّأةٌ في جيوبنا وأهدابنا الرائعةُ أكواخٌ للعصافير. لست مختصاً بالمسرح، ولا يهمني إذا كانت هذه المسرحية شعراً أم لا. أرغب بإلغاء المسافة بين كل الأجناس الإبداعية. ومازلت أعتقد بأن جميع أجنحة الفن في العالم العربي مهيضة، وإذا اعتبرنا هذه المسرحية جناحاً شعرياً آخر، فلا بد من ذكر ملاحظة، وهي أنه جناح يقطر دماً أكثر من كل قصائدي السابقة، لأنني كنت خلالها، أبحث وأقارع أشياء كثيرة. إلا أن هذه المسرحية رغم جوها المأساوي، يمكن اعتبارها مشروع ابتسامة صفراء.