
Details
اسم المؤلف جوان ديديون
اسم المترجم شادي خرماشو
بسرعة تتغير الحياة. في لحظة تتبدل الحياة. تراك جالساً تتناول العشاء وإذ بالحياة التي تعرفها تنتهي. أي شفقة على الذات تلك ! تلك كانت أولى الكلمات التي دوّنتها بعد أن حدث ما حدث. تاريخ التحديث الأخير كما يبيّن الملف الذي يحمل عنوان «أفكار عن التغيير» هو 20«مايو، 2004 ، الساعة 11:11 ليلاً» لكن لا بد وأن هذا التاريخ يعود إلى آخر مرة فتحت فيها الملف وضغطت أمر الحفظ بلا تفكير قبل إغلاقه. لم أكن قد أجريت أي تغيير على النص في شهر مايو. في الحقيقة، لم أجرِ أي تغيير على الملف منذ أن كتبت هذه الكلمات في يناير 2004 ، أي بعد يوم أو يومين، أو ربما ثلاثة، من الواقعة. مر وقت طويل بعد ذلك لم أكتب خلاله أي كلمة. تتبدل الحياة في لحظة. تلك اللحظة الاعتيادية. في مرحلة معينة، وأثناء تذكر الجانب الذي بدا أنه الأكثر إثارة للدهشة ومدعاة للصدمة في ما حدث، خطر لي أن أضيف عبارة «اللحظة الاعتيادية». عرفت في الحال أنه لا حاجة إلى إضافة كلمة «اعتيادية» لأنني ما كنت لأنساها البتة... لم تكن الكلمة لتغادر ذهني أبداً. في الواقع كانت الاعتيادية المطلقة لكل ما سبق الواقعة هي ما حال بيني وبين تصديق أنها قد وقعت، وهي ما أعجزني عن استيعابها، واحتوائها، وتجاوزها. أدرك الآن أنه لم يكن ثمة شيء استثنائي في ما حدث: عندما تأخذنا مصيبة على حين غرة نركز جميعاً على الظروف الاعتيادية التي وقع ضمنها ما لم يكن في الحسبان...
- Home
- »
- Arabic Book
-
Sold by
booksh
See other items
- SKUsku_29_8617
- ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
-
Delivery
Varies for items shipped from an international location
Delivery within 4 business days - CountryKuwait
- Return0 days
Details
اسم المؤلف جوان ديديون
اسم المترجم شادي خرماشو
بسرعة تتغير الحياة. في لحظة تتبدل الحياة. تراك جالساً تتناول العشاء وإذ بالحياة التي تعرفها تنتهي. أي شفقة على الذات تلك ! تلك كانت أولى الكلمات التي دوّنتها بعد أن حدث ما حدث. تاريخ التحديث الأخير كما يبيّن الملف الذي يحمل عنوان «أفكار عن التغيير» هو 20«مايو، 2004 ، الساعة 11:11 ليلاً» لكن لا بد وأن هذا التاريخ يعود إلى آخر مرة فتحت فيها الملف وضغطت أمر الحفظ بلا تفكير قبل إغلاقه. لم أكن قد أجريت أي تغيير على النص في شهر مايو. في الحقيقة، لم أجرِ أي تغيير على الملف منذ أن كتبت هذه الكلمات في يناير 2004 ، أي بعد يوم أو يومين، أو ربما ثلاثة، من الواقعة. مر وقت طويل بعد ذلك لم أكتب خلاله أي كلمة. تتبدل الحياة في لحظة. تلك اللحظة الاعتيادية. في مرحلة معينة، وأثناء تذكر الجانب الذي بدا أنه الأكثر إثارة للدهشة ومدعاة للصدمة في ما حدث، خطر لي أن أضيف عبارة «اللحظة الاعتيادية». عرفت في الحال أنه لا حاجة إلى إضافة كلمة «اعتيادية» لأنني ما كنت لأنساها البتة... لم تكن الكلمة لتغادر ذهني أبداً. في الواقع كانت الاعتيادية المطلقة لكل ما سبق الواقعة هي ما حال بيني وبين تصديق أنها قد وقعت، وهي ما أعجزني عن استيعابها، واحتوائها، وتجاوزها. أدرك الآن أنه لم يكن ثمة شيء استثنائي في ما حدث: عندما تأخذنا مصيبة على حين غرة نركز جميعاً على الظروف الاعتيادية التي وقع ضمنها ما لم يكن في الحسبان...