• Home
  • »
  • Arabic Book

Arabic Book

17.86 USD

Item Condition : New

  • 0 available

  • Sold by booksh See other items
  • SKUsku_42_9904
  • ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
  • Delivery Varies for items shipped from an international location
    Delivery within 4 business days
  • CountryKuwait
  • Return0 days

Details

اسم المؤلف    أدونيس

يقول أدونيس في إحدى مقالاته التي ضمّها كتابه هذا "زمن الشعر" والتي تأتي كلها بمثابة نظرة نقدية للشعر المعاصر وللشعر بصورة عامة: "كان الشاعر العربي القديم يعيش في عالم واضح منظم: كل شيء فيه مفسر، محدد... لهذا كان الشعر يصدر إجمالاً عن أفكار ومعان جاهزة. لكن التطورات التي حدثت، منذ ذلك الوقت حتى اليوم، زلزلت في وعي الشاعر العربي الحديث صورة عالمه القديم. وزلزلت أفكاره وطرق تعبيره. لم تعد هناك حقائق مطلقة، ولا أشكال ثابتة، وتبعاً لذلك، لم يعد الشاعر العربي الحديث ينطلق من أفكار مسبقة، ولم يعد يصدر عن معانٍ جاهزة، وإنما أصبح يسأل ويبحث، محاولاً أن يخلق معنى جديداً لعالمه. هكذا لم تعد القصيدة الحديثة تقدم للقارئ أفكاراً ومعاني، شأن القصيدة القديمة، وإنما أصبحت تقد مله حالة، أو فضاء من الأخيلة والصور ومن الانفعالات وتداعياتها، ولم يعد ينطلق من موقف عقلي أو فكري واضح وجاهز، وإنما أخذ ينطلق من مناخ انفعالي، نسميه تجربة أو رؤيا. إلى هذا كله، ينطلق الشاعر العربي الحديث من نظرة إلى الشعر تغاير النظرة القديمة، ويمارس طرقاً كتابية تغاير، جذرياً، الطرق القديمة. ومن هنا تشكل التجربة الشعرية الحديثة نوعاً من الانقطاع عن القديم: أي نشأت إمكانات واحتمالات غير معهودة لبناء صورة جديدة ومفهوم جديد للإنسان وللعالم، بطرق جديدة. وقد بدأ هذا الانقطاع، في المجتمع العربي، مع أبي تمام. فقد أحدث شعره انقلاباً تغيّر فيه نظام الدلالة والمعنى، ونظام التعبير، ونظام الفهم. هذا الانقلاب المغيّر سماه الناقد القديم "إفساداً للشعر" كما كان معروفاً. اكثر: كان يقال عن شعر أبي تمام: "إن كان هذا شعراً فكلام العرب باطل". بل ذهب النقد إلى وصف شعره بأنه "ضد ما نطقت به العرب". وهذا يعني أن شعر أبي تمام، بحسب هذا النقد، ليس عربياً، لأنه تحديداً، غير واضح كالشعر الموروث. وإذا كان أبو تمام الذي لم يصل إلى تحقيق مثل هذا الانقلاب الشامل الذي تحققه التجربة الشعرية الحديثة، قد اتهم هذا الاتهام، فإن ما يقال عن الشاعر العربي الحديث هون بالقياس، لا شيء. لكن على الذين يتبنّون، اليوم؛ القول بأن الغموض يفسد الشعر، أن يتذكروا أن أبا تمام ذلك "الغامض" "المفسد" هو بين القلة الذين أسسوا لعظمة الشعر العربي، وصنعوا مجدنا الشعري". من هنا يمكن القول بأن الشعر بالنسبة لأدونيس هو مغامرة تهدف إلى فتح دروب الحرية كفعل للاختيار، والولوج في المجهول، وهو ما يمكن من خلق تجريب "إبداعي" يكشف المتحجب، ويعرّي بؤرة التوتر الحي الخالق دوماً لأسئلته المتناهية كما يعري أيضاً جوهر الديناميكية الفاعلة للإنسان. نبذة الناشر: الرفض، بحد ذاته، عنصر هدم. لكن ما من ثورة جذرية، أو حضارة تأتي دون أن يتقدمها الرفض ويمهد لها، كالرعد الذي يسبق المطر. فالرفض، وحده، يتيح لنا، في المأزق الحضاري الذي نعيشه، أن نأمل بالطوفان الذي يغسل ويجرف، وبالشمس التي تشرق وراء خطواته. من يرد مستقبله حراً وإنسانياً فلا بد له من أن يحضنه ويهيئ له بإنسانية وحرية. في هذا الأفق تولد القصيدة العربية الجديدة. تعانق الحادثة وتتجاوزها. ترفض الواقع لحظة تقبله وتحاوره وتعيشه. تصدر عن الأقاصي في نفس الشاعر، وتحمل الناس معها في رحيلها وتطلعها. إذاك تبطل أن تكون مجرد مزمار للشعور المفجوع، أو مجرد مرآة للحساسية. تصبح تعبيراً عن ثقل التاريخ، عن كثافته وعبئه في مناخ من الرفض والحنين، من الرعب والإضاءة.