Details
اسم المؤلف ويتني ي. بودمان
اسم المترجم رفعت السيد علي
يقول المؤلف في مقدمة كتابه بأن دراسته هذه حول إبليس بدأت كمحاولة لوصف فهم العدالة الإلهية مضيفاً بأنه وعلى ما هو شائع ومعروف من أن الإسلام لا يقبل ولا يعترف بمفهوم "الخطيئة الأول لآدم" ، سعى لفهم كيفية رصد الإسلام للشر المنتشر في العالم وكيف يبرره، إذ يرى أن الإسلام لا يحتوي على شكل واحد من أشكال العدل الإلهي أو شرعية الوجود الإلهي مثلما يوجد في الديانات الأخرى، فهو يشتمل على آراء متنوعة ومتباينة، ووجهات نظر ورؤى عبر العصور المختلفة، وعبر اختلاف الأماكن والمناطق الجغرافية، ورغم ذلك سادت وهيمنت معتقدات معينة مثل التي يطلق عليها التقاليد المسرودة والسرد القصصي، ويمضي قائلاً أن ذلك ترتب عليه أن تجره الدراسة إلى بعض الميادين والمجالات التي لم تكن بخطة الدراسة عند بدئه بها، أي بالتحقيق من طبيعة ومكانة السرد في الإسلام، خاصة ما ورد بالقرآن. وكان الفرضان، أي السرد والعدل الإلهي، مرتبطين. بعض تفسيرات الشر والإثم يمكن تمحيصها وإيجاد الشرائط بينها من خلال بيئة الحكاية. إنه ذلك السرد الذي يستخلص الأبعاد المأساوية في الحياة: مثل غموض الفضاء والقدر، وتشوش الشخصيات الحراكية المستعصية، ونبل المقاصد الذي يترتب عليه نتائج مهلكة. أي اختزال لتلك الحقائق المتعلقة بالسيادة الإلهية والشر البشري يناقض صدق التجارب الإنسانية [ ... ] تلك الأفكار شكلت المنطلق للبحث عن السرّ في النصوص الدينية: "هذا الصراع يشق له طريقاً بوجه عام في التسويغ والتبرير الديني" . لم يجد الكاتب ضالته في النصوص الفقهية الإسلامية: "حين يأتي المرء إلى مشكلة الشر ، نجد أن الفقه الإسلامي يعلمنا كيف نتعامل مع تبعات الشر، أو ما يترتب على الشرّ، ولكنه لا يذكر شيئاً عن مصدره، ولا عن مدى انتشاره، ولا عن جوهره وطبيعته" ... لكنه وجد ضالته في القرآن الكريم: : وللإجابة على مصدر الشر كما يرى الإسلام، يجب علينا بالطبع أن نتجه للقرآن وفيه - بالنسبة لنا على الأكل الذين فُطِمنا في الغرب على حسب النصوص الدينية - نجد منصة معروفة ومألوفة، نجد الشيطان يغري آدم في حدائق الجنة ويدفع بآدم وشريكته إلى أن يطردا منها إلى العالم الدنيوي، ونجد ايضاً، ما يرتبط بتلك الرواية، وهو حدث سابق على ذلك، أي رفض إبليس أن يسجد للمخلوق الجديد آدم ..... ولا يتطلب الأمر مزيداً من البحث والقراءات في العرف والموروث الإسلامي لنجد أن إبليس يكتسب صفات يمكن أن تذكر القارىء بشخصية "لوسيفر" [ ... ] كما استدرجته شخصية إبليس لشخصية "لوسيفر" لدى ميلتون، التي وجدها رومانسية وتراجيدية في آن، استحضر مشخصية مفيستو فليس لجوته، وشخصية بروميثيوس، أو أن شخصية يهوذا الأسخريوطي أصبحت على تماس مع شخصية إبليس، حيث يقول: "والمقارنة الأخيرة على وجه التخصيص تستحق وتستأهل مزيداً من البحث ..." . ضمن هذه المقاربات تأتي هذه الدراسة، والذي كان هدف المؤلف من ورائها استكشاف تلك النوعيات المتشابهة والمختلفة في الفهم الإسلامي المتعلق بإبليس، فعمد إلى كتابة فصل عن قصة إبليس في القرآن، لينتقل منها لمفهوم ابليس عن أبي نواس، وعنه إلى الأساطير الغامضة عن الشيطان في أدب المتصوفة عند الجاحظ والمجلسي، وكتّاب القرون الوسطى من الإسلاميين، وأخيراً ما هو مدوّن في بعض الروايات الحديثة المعاصرة .. هكذا كان مسار هذه الدراسة. إلا أنه وجد ودون شك ودون توقع منه أنه مركب وجامع وغني. فقصة إبليس في النصوص السبعة المذكورة فيه، أنارت لديه مزيداً من التساؤلات، وبحثاً عن إجابات حاول الإستعانة بالتحليل الأسطوري لليفي شتراوس، ثم تحليل الخطاب ثم ثم .. بكثير من الأدوات البحثية ليبيّن له أن المنهج التحليلي هو أكثر غنىً وعمقاً، أعانه على رؤيته أبداً في النص القرآني استعصت عليه قبل ذلك. وكانت النتيجة، إجراءه هذه الدراسة على النص القرآني، والتي هي بين يدي القارىء والباحث، هذه الدراسة لن تقدر فقط منهما لوضع إبليس الأساطير في مقارنة مع إبليس القرآن، بل أيضاً كوسيلة لاختيار بعض الوسائل والمناهج الجديدة في تناول النص القرآني ذاته، وسائل بنيت على عمل ستيفان ليدر، وأنتوني ه جونز، وأنجيليكا نيو ويرث.
- Home
- »
- Arabic Book
- Sold by booksh See other items
- SKUsku_19_3565
- ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
-
Delivery
Varies for items shipped from an international location
Delivery within 4 business days - CountryKuwait
- Return0 days
Details
اسم المؤلف ويتني ي. بودمان
اسم المترجم رفعت السيد علي
يقول المؤلف في مقدمة كتابه بأن دراسته هذه حول إبليس بدأت كمحاولة لوصف فهم العدالة الإلهية مضيفاً بأنه وعلى ما هو شائع ومعروف من أن الإسلام لا يقبل ولا يعترف بمفهوم "الخطيئة الأول لآدم" ، سعى لفهم كيفية رصد الإسلام للشر المنتشر في العالم وكيف يبرره، إذ يرى أن الإسلام لا يحتوي على شكل واحد من أشكال العدل الإلهي أو شرعية الوجود الإلهي مثلما يوجد في الديانات الأخرى، فهو يشتمل على آراء متنوعة ومتباينة، ووجهات نظر ورؤى عبر العصور المختلفة، وعبر اختلاف الأماكن والمناطق الجغرافية، ورغم ذلك سادت وهيمنت معتقدات معينة مثل التي يطلق عليها التقاليد المسرودة والسرد القصصي، ويمضي قائلاً أن ذلك ترتب عليه أن تجره الدراسة إلى بعض الميادين والمجالات التي لم تكن بخطة الدراسة عند بدئه بها، أي بالتحقيق من طبيعة ومكانة السرد في الإسلام، خاصة ما ورد بالقرآن. وكان الفرضان، أي السرد والعدل الإلهي، مرتبطين. بعض تفسيرات الشر والإثم يمكن تمحيصها وإيجاد الشرائط بينها من خلال بيئة الحكاية. إنه ذلك السرد الذي يستخلص الأبعاد المأساوية في الحياة: مثل غموض الفضاء والقدر، وتشوش الشخصيات الحراكية المستعصية، ونبل المقاصد الذي يترتب عليه نتائج مهلكة. أي اختزال لتلك الحقائق المتعلقة بالسيادة الإلهية والشر البشري يناقض صدق التجارب الإنسانية [ ... ] تلك الأفكار شكلت المنطلق للبحث عن السرّ في النصوص الدينية: "هذا الصراع يشق له طريقاً بوجه عام في التسويغ والتبرير الديني" . لم يجد الكاتب ضالته في النصوص الفقهية الإسلامية: "حين يأتي المرء إلى مشكلة الشر ، نجد أن الفقه الإسلامي يعلمنا كيف نتعامل مع تبعات الشر، أو ما يترتب على الشرّ، ولكنه لا يذكر شيئاً عن مصدره، ولا عن مدى انتشاره، ولا عن جوهره وطبيعته" ... لكنه وجد ضالته في القرآن الكريم: : وللإجابة على مصدر الشر كما يرى الإسلام، يجب علينا بالطبع أن نتجه للقرآن وفيه - بالنسبة لنا على الأكل الذين فُطِمنا في الغرب على حسب النصوص الدينية - نجد منصة معروفة ومألوفة، نجد الشيطان يغري آدم في حدائق الجنة ويدفع بآدم وشريكته إلى أن يطردا منها إلى العالم الدنيوي، ونجد ايضاً، ما يرتبط بتلك الرواية، وهو حدث سابق على ذلك، أي رفض إبليس أن يسجد للمخلوق الجديد آدم ..... ولا يتطلب الأمر مزيداً من البحث والقراءات في العرف والموروث الإسلامي لنجد أن إبليس يكتسب صفات يمكن أن تذكر القارىء بشخصية "لوسيفر" [ ... ] كما استدرجته شخصية إبليس لشخصية "لوسيفر" لدى ميلتون، التي وجدها رومانسية وتراجيدية في آن، استحضر مشخصية مفيستو فليس لجوته، وشخصية بروميثيوس، أو أن شخصية يهوذا الأسخريوطي أصبحت على تماس مع شخصية إبليس، حيث يقول: "والمقارنة الأخيرة على وجه التخصيص تستحق وتستأهل مزيداً من البحث ..." . ضمن هذه المقاربات تأتي هذه الدراسة، والذي كان هدف المؤلف من ورائها استكشاف تلك النوعيات المتشابهة والمختلفة في الفهم الإسلامي المتعلق بإبليس، فعمد إلى كتابة فصل عن قصة إبليس في القرآن، لينتقل منها لمفهوم ابليس عن أبي نواس، وعنه إلى الأساطير الغامضة عن الشيطان في أدب المتصوفة عند الجاحظ والمجلسي، وكتّاب القرون الوسطى من الإسلاميين، وأخيراً ما هو مدوّن في بعض الروايات الحديثة المعاصرة .. هكذا كان مسار هذه الدراسة. إلا أنه وجد ودون شك ودون توقع منه أنه مركب وجامع وغني. فقصة إبليس في النصوص السبعة المذكورة فيه، أنارت لديه مزيداً من التساؤلات، وبحثاً عن إجابات حاول الإستعانة بالتحليل الأسطوري لليفي شتراوس، ثم تحليل الخطاب ثم ثم .. بكثير من الأدوات البحثية ليبيّن له أن المنهج التحليلي هو أكثر غنىً وعمقاً، أعانه على رؤيته أبداً في النص القرآني استعصت عليه قبل ذلك. وكانت النتيجة، إجراءه هذه الدراسة على النص القرآني، والتي هي بين يدي القارىء والباحث، هذه الدراسة لن تقدر فقط منهما لوضع إبليس الأساطير في مقارنة مع إبليس القرآن، بل أيضاً كوسيلة لاختيار بعض الوسائل والمناهج الجديدة في تناول النص القرآني ذاته، وسائل بنيت على عمل ستيفان ليدر، وأنتوني ه جونز، وأنجيليكا نيو ويرث.