Details
اسم المؤلف د. حبيب الشاروني
هذا الوجود المتجسد الذي يسميه الفلاسفة الوجوديون (الوجود في العالم ) هو مضمون فكر الجسم في الفلسفة الوجودية. ان الفلاسفة الوجوديين الذين تناولوا فكرة الجسم قد عملوا على رفض التصورات التقليدية التي تبدأ من الجسم ، كشيء موضوعي له قوانينه الخاصة وقد مضت الفلسفة الوجودية متقدمة من الجسم الى الجسد . وقد اتخذت في هذا التقدم وجهة مادية بدنية عند سارتر وروحية دينية عند مارسيل وإستمولوجية وجودية عند ميرلو بونتي. على أن الميزة الهامة لهذا التقدم هي أنه قد أوجد المجال الذي يمكن ان تلتقي فيه عقدة التجربة الشخصية مع الحل الوجودي لهذه العقدة ، وهي تجيب عن التجربة الشخصية بغير تعارض مع العقل وبغير تعارض مع الدين . فالتحرر من التصورية والحسية هو في الوقت ذاته رجوع الى موقف العقل العام وارتداد الى الواقع المباشر على نحو ما تمثل في صميم الخبرة المعاشة . وليس في الجسم بالمعنى الوجودي عودة الى المادية الساذجة لأن العلاقة (بيني وبين جسمي ) كمل تجيىء في فلسفة جبرييل مارسيل ، ليست علاقة حيازة أو امتلاك ، على نحو ما يمتلك الانسان الأشياء أو الموضوعات الخارجية ، وانما هي علاقة باطنية تقوم على ( المشاركة ) وتنطوي على سر يعطي للجسم معاني تجعله يقبل الخلود والحياة الأبدية.
- Home
- »
- Arabic Book
- Sold by booksh See other items
- SKUsku_49_7561
- ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
-
Delivery
Varies for items shipped from an international location
Delivery within 4 business days - CountryKuwait
- Return0 days
Details
اسم المؤلف د. حبيب الشاروني
هذا الوجود المتجسد الذي يسميه الفلاسفة الوجوديون (الوجود في العالم ) هو مضمون فكر الجسم في الفلسفة الوجودية. ان الفلاسفة الوجوديين الذين تناولوا فكرة الجسم قد عملوا على رفض التصورات التقليدية التي تبدأ من الجسم ، كشيء موضوعي له قوانينه الخاصة وقد مضت الفلسفة الوجودية متقدمة من الجسم الى الجسد . وقد اتخذت في هذا التقدم وجهة مادية بدنية عند سارتر وروحية دينية عند مارسيل وإستمولوجية وجودية عند ميرلو بونتي. على أن الميزة الهامة لهذا التقدم هي أنه قد أوجد المجال الذي يمكن ان تلتقي فيه عقدة التجربة الشخصية مع الحل الوجودي لهذه العقدة ، وهي تجيب عن التجربة الشخصية بغير تعارض مع العقل وبغير تعارض مع الدين . فالتحرر من التصورية والحسية هو في الوقت ذاته رجوع الى موقف العقل العام وارتداد الى الواقع المباشر على نحو ما تمثل في صميم الخبرة المعاشة . وليس في الجسم بالمعنى الوجودي عودة الى المادية الساذجة لأن العلاقة (بيني وبين جسمي ) كمل تجيىء في فلسفة جبرييل مارسيل ، ليست علاقة حيازة أو امتلاك ، على نحو ما يمتلك الانسان الأشياء أو الموضوعات الخارجية ، وانما هي علاقة باطنية تقوم على ( المشاركة ) وتنطوي على سر يعطي للجسم معاني تجعله يقبل الخلود والحياة الأبدية.