Details
اسم المؤلف ستيفن همسلي لونكريك
الكتابة في التاريخ عملٌ ليس بالهين؛ فهي تتطلب تحليلاً دقيقاً وموضوعياً يتجرد ما أمكن عن الأهواء الشخصية، والميول الفكرية، والمنطلقات الآيديولوجية. ويزداد الأمر صعوبة حينما يتصدى المؤرخ لكتابة تاريخ بلد ليس بلده. وحين يتمكن هذا المؤرخ من الاضطلاع بهذه المهمة اضطلاعاً ناجعاً مقدماً سرداً تاريخياً منصفاً قدر الإمكان، ومستعرضاً شتى الجوانب التاريخية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية بشيء من التناول الدقيق، عندها لا بد من الاستنتاج أننا إزاء مؤرخ كبير استوعب أدواته المعرفية استيعاباً كاملاً مكنه من ولوج هذا الحقل المعرفي على نحوٍ يُفصح بما لا يدعُ مجالاً للشك عن علو شأنه. وهذا ينطبق انطباقاً تاماً على الأستاذ ستيفن همسلي لونكريك، المؤرخ البريطاني المعروف وأحد رجال الإدارة البريطانية في العراق والمسؤول في شركة نفط العراق، الذي خبر البلد خلال إقامته فيه، وانكب على دراسة تاريخه القديم والمعاصر. وقد قدم لونكريك كتباً عدة ذات أهمية كبيرة، لعل من أبرزها كتابه "أربعة قرون من تاريخ العراق" الذي نقله إلى العربية الأستاذ جعفر الخياط، وكتاب "العراق 1900 إلى 1950 " الذي نقله إلى العربية الأستاذ سليم طه التكريتي. والكتاب الحالي لا يقل أهمية عن الكتابين المذكورين، وينم عن جهدٍ كبير بذله لونكريك وفرانك ستوكس مدير مركز الدراسات الشرق أوسطية في لندن في خمسينيات القرن العشرين قدما فيه وصفاً وسرداً تاريخيين للعراق منذ فجر التاريخ وحتى الإطاحة بالنظام الملكي في صبيحة الرابع عشر من تموز 1958 مع تغطية للأيام الأولى للثورة. ونرجو أن يجد المختصون في مجال الدراسات السياسية والتاريخية فضلاً عن القارئ العام في هذا الكتاب إسهاماً مفيداً وقيّماً في تسليط ضوء على تاريخ العراق وشعبه. والله من وراء القصد.
- Home
- »
- Arabic Book
- Sold by booksh See other items
- SKUsku_8_1985
- ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
-
Delivery
Varies for items shipped from an international location
Delivery within 4 business days - CountryKuwait
- Return0 days
Details
اسم المؤلف ستيفن همسلي لونكريك
الكتابة في التاريخ عملٌ ليس بالهين؛ فهي تتطلب تحليلاً دقيقاً وموضوعياً يتجرد ما أمكن عن الأهواء الشخصية، والميول الفكرية، والمنطلقات الآيديولوجية. ويزداد الأمر صعوبة حينما يتصدى المؤرخ لكتابة تاريخ بلد ليس بلده. وحين يتمكن هذا المؤرخ من الاضطلاع بهذه المهمة اضطلاعاً ناجعاً مقدماً سرداً تاريخياً منصفاً قدر الإمكان، ومستعرضاً شتى الجوانب التاريخية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية بشيء من التناول الدقيق، عندها لا بد من الاستنتاج أننا إزاء مؤرخ كبير استوعب أدواته المعرفية استيعاباً كاملاً مكنه من ولوج هذا الحقل المعرفي على نحوٍ يُفصح بما لا يدعُ مجالاً للشك عن علو شأنه. وهذا ينطبق انطباقاً تاماً على الأستاذ ستيفن همسلي لونكريك، المؤرخ البريطاني المعروف وأحد رجال الإدارة البريطانية في العراق والمسؤول في شركة نفط العراق، الذي خبر البلد خلال إقامته فيه، وانكب على دراسة تاريخه القديم والمعاصر. وقد قدم لونكريك كتباً عدة ذات أهمية كبيرة، لعل من أبرزها كتابه "أربعة قرون من تاريخ العراق" الذي نقله إلى العربية الأستاذ جعفر الخياط، وكتاب "العراق 1900 إلى 1950 " الذي نقله إلى العربية الأستاذ سليم طه التكريتي. والكتاب الحالي لا يقل أهمية عن الكتابين المذكورين، وينم عن جهدٍ كبير بذله لونكريك وفرانك ستوكس مدير مركز الدراسات الشرق أوسطية في لندن في خمسينيات القرن العشرين قدما فيه وصفاً وسرداً تاريخيين للعراق منذ فجر التاريخ وحتى الإطاحة بالنظام الملكي في صبيحة الرابع عشر من تموز 1958 مع تغطية للأيام الأولى للثورة. ونرجو أن يجد المختصون في مجال الدراسات السياسية والتاريخية فضلاً عن القارئ العام في هذا الكتاب إسهاماً مفيداً وقيّماً في تسليط ضوء على تاريخ العراق وشعبه. والله من وراء القصد.