Details
اسم المؤلف نجوى بن شتوان
ينبهر المتابع لتجربة الروائية نجوى بن شتوان من دأبها على التجريب، ليس فقط على مستوى السّرد بعناصره المختلفة، بل إنها تنبش كثيرًا حتى تخرج لنا بموضوع -على أهميّته ووضوحه- نكاد نلمسه جديدًا وغنيًّا، وسريًّا أيضًا. إذ بعد روايتَيها (وبَر الأحصنة) و(زرايب العبيد) ترحل بنا إلى إيطاليا في (روما تيرمني) لنلتقي المُهاجرة (ناتاشا) التي تعمل في منزل لعجائز إيطاليات ثلاث، يعشن في ثراء الرأسمالية التي وهبتهن حياةً رخيّةً في الظاهر، يتسلّطن بها على بقيّة شعوب الأرض، لكن لم ينل أبناءهن منها شيئًا، وكأن الأبناء في هجرة داخلية موازية. تتساءل (ناتاشا) في حوار لها (ما حاجتي للنجوم، أنا حاجتي بالمال فقط، غادرت بلدي من أجله ومن أجله سأعمل تحت أي سماء) لترد عليها إحدى العجائز الثلاث (ليست لإيطاليا قدرة عليكم أنتم المهاجرون، تغزونها من كل مكان وتسدون فرص العمل في وجوه شبابنا). إنها رواية عن حياة المهجَر المعاصرة، عن التنازلات التي يضطر المهاجر لها الآن، عن الضحيّة المُلامة دومًا لا لذنب اقترفته بل لهُويّتها ومن تكون، عن هذا العالم المعاصر بخريطته البشرية دائمة التحوّل والسيلان، لا تلك الجغرافيّة بألوانها الثابتة، فالهِجرة فِعلٌ لا ينقطع، ويبدأ فعليًّا ساعة الوصول إلى المهجَر، أكانَ بلدًا أو مجرّد فكرة.
- Home
- »
- Arabic Book
- Sold by booksh See other items
- SKUsku_14_2461
- ShippingOODDSS Economy Delivery 1KD,
-
Delivery
Varies for items shipped from an international location
Delivery within 4 business days - CountryKuwait
- Return0 days
Details
اسم المؤلف نجوى بن شتوان
ينبهر المتابع لتجربة الروائية نجوى بن شتوان من دأبها على التجريب، ليس فقط على مستوى السّرد بعناصره المختلفة، بل إنها تنبش كثيرًا حتى تخرج لنا بموضوع -على أهميّته ووضوحه- نكاد نلمسه جديدًا وغنيًّا، وسريًّا أيضًا. إذ بعد روايتَيها (وبَر الأحصنة) و(زرايب العبيد) ترحل بنا إلى إيطاليا في (روما تيرمني) لنلتقي المُهاجرة (ناتاشا) التي تعمل في منزل لعجائز إيطاليات ثلاث، يعشن في ثراء الرأسمالية التي وهبتهن حياةً رخيّةً في الظاهر، يتسلّطن بها على بقيّة شعوب الأرض، لكن لم ينل أبناءهن منها شيئًا، وكأن الأبناء في هجرة داخلية موازية. تتساءل (ناتاشا) في حوار لها (ما حاجتي للنجوم، أنا حاجتي بالمال فقط، غادرت بلدي من أجله ومن أجله سأعمل تحت أي سماء) لترد عليها إحدى العجائز الثلاث (ليست لإيطاليا قدرة عليكم أنتم المهاجرون، تغزونها من كل مكان وتسدون فرص العمل في وجوه شبابنا). إنها رواية عن حياة المهجَر المعاصرة، عن التنازلات التي يضطر المهاجر لها الآن، عن الضحيّة المُلامة دومًا لا لذنب اقترفته بل لهُويّتها ومن تكون، عن هذا العالم المعاصر بخريطته البشرية دائمة التحوّل والسيلان، لا تلك الجغرافيّة بألوانها الثابتة، فالهِجرة فِعلٌ لا ينقطع، ويبدأ فعليًّا ساعة الوصول إلى المهجَر، أكانَ بلدًا أو مجرّد فكرة.